الابن الخجول دائماً ما يجد صعوبة في إقامة العلاقات الطيبة مع أقرانه وأصدقائه وكل من حوله، بل قد يؤدي به الخجل إلى الخوف والرهبة والاضطرابات النفسية والعصبية، فهو يميل إلى العزلة والانطواء، ويتهرب من المواقف الاجتماعية...عن علامات أخرى للخجل وطرق التعامل تسرد لنا الدكتورة ماجدة مصطفى الأستاذة بجامعة حلوان بعض الإرشادات. سمات الطفل الخجول: الطفل الخجول يستغرق في الأعمال السلبية مثل مشاهدة التلفزيون، لا يشارك في أي مواقف يواجه فيها الجمهور، يحمر وجهه وأذناه في الكثير من المواقف الاجتماعية، ويشعر بهروب الكلام منه، ويبدأ التأتأة أو التهتهة أو التلعثم، وقد يحس بقرب الإغماء. يصمت في المواقف التي تتطلب الكلام، وربما يكلم نفسه فيما بعد، ويكثر من لوم نفسه على عدم الكلام، لا يشارك في الألعاب الجماعية، ويخاف من النقد أو جرح الكبرياء، لا يطلب من أستاذه إعادة الشرح، ولا يجيب عن الأسئلة التي يعرف إجابتها، ويفشل في الاختبارات الشفوية. الأسباب كثيرة: منها التدليل الزائد، الحماية الزائدة، الخلط بين مفهوم الخجل المذموم والحياء الممدوح، كثرة النقد والتعليق على تصرفات الابن وكلماته فيفضل الصمت، وأحياناً يكون الخجل بسبب عزل الأسرة للابن عن الاختلاط بالناس؛ خوفا عليه أو من الحسد أو إزعاجه لهم. ومرات يكون السبب، وجود مشاكل جسدية أو عقلية لدى الابن، أو وجود نقص في تغذية الحامل أو إصابتها بالإرهاق الجسماني والاضطرابات النفسية؛ مما يترك أثره على الجهاز العصبي للجنين الذي يبدأ في التكون والنمو خلال الأسبوع السادس من الحمل. طرق العلاج: تحاوري مع ابنك للوصول إلى مشاعره السلبية نحو ذاته، والتي تمنعه من الإقدام والثقة في النفس ومن الحديث إلى الآخرين أو الدفاع عن نفسه...بعدها يتم التصرف المناسب بناء على نتائج الحوار. أكثري الحديث مع الابن في مواضيع مختلفة واجعليه أكثر حديثاً، وكوني منتبهة له وهو يتحدث... وأظهري ذلك بتعبيرات وجهك وهزّ رأسك. تجنبي مقارنة ابنك بالآخرين واحترمي شخصيته وطابعه الخاص، وإياك والسخرية منه أو توبيخه إذا أخطأ في الكلام خاصة في مرحلة العلاج، بل ينبغي عليك أن تزيدي من جرعة بث الثقة فيه. لا تتركي ابنك بمفرده لفترات طويلة واجعليه يختلط معك واختلطي معه، وشجعيه على الصداقة وتابعيه، واسأليه دائماً عن أخباره مع أصدقائه وعن ألعابه معهم. ادفعي ابنك للمشاركة في الأنشطة المدرسية وفي الإذاعة خاصة، وكافئيه إن أنجز شيئاً وتواصلي مع معلمته لمساعدتك في ذلك، واطلبي من ابنك مناقشة المدرس فيما لا يفهمه. لا تشعري ابنك بالنقص لوجود إعاقة دائمة أو مؤقتة كالتاتأة أو وجود بعض التشوهات كطول الأنف، أو السمنة، أو انتشار الحبوب والبثور في وجهه. أوكلي له بعض المهام التي في حدود قدراته والتي تتوقعين نجاحه فيها، وشجعيه على حسن أدائها... ولتكن هذه المهام اجتماعية. تواصلي مع المدرسة، وتعاوني مع المعلم المخلص ليشجع الابن على الكلام والجرأة المحمودة، والسؤال إن غمض عليه شيء، والإجابة إن كان يعلم. اعدلي في المعاملة بين أبنائك ولا تفضلي الأخ المتفوق البارع اجتماعياً، واصحبي ابنك الخجول معك في مجالسك ودعيه يتعرف على عدد كبير من الناس، ولا تأمريه بالحديث أو الرد... ولكن استدرجيه. راجعي الطبيب المختص للتأكد من عدم وجود مشكلة نفسية أو جسدية، ولا مانع من إجراء اختبارات تحديد مستوى الذكاء، مع توضيح الفرق بين الخجل المذموم، والحياء الممدوح.