في أول لقاء جماهيري له بعد غياب سنة كاملة عن الساحة الفنية٬ كان لعشاق الطرب الشرقي ٬ ليلة أمس الثلاثاء بالرباط٬ موعد مع أمير الغناء العربي الفنان هاني شاكر٬ الذي افتتح حفلته بمنصة النهضة بأغنية ٬ كتبت ولحنت خصيصا للمغرب٬ تحت عنوان "نعم الملوك".
وحملت الأغنية ٬ التي حضرها هاني شاكر بمجرد تأكيد مشاركته في مهرجان موازين٬ عبارات حب وتقدير للمملكة شعبا وقيادة.
واحتشد فضاء النهضة بمحبي هاني شاكر٬ الذين حملوا الأعلام المغربية والمصرية٬ ورددوا معه أغانيه ك "احلم بمين غيرك" و"غلطة"٬ و "بحبك أنا"٬ و "كل حاجة".
كما رحل الفنان هاني شاكر بجمهوره إلى زمن الطرب الجميل بأغنية "حكايتي مع الزمان" تحية تقدير واحترام لروح الفنانة الراحلة وردة الجزائرية .
وأكد هاني شاكر٬ في وقت سابق خلال ندوة صحفية نظمت في إطار فعاليات الدورة ال11 لمهرجان موازين٬ أنه لم ينو الاعتزال أبدا بعد رحيل ابنته٬ لأنه يدرك أن الغناء هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن يخرجه من حالة الحزن.
عن مأساة الرحيل المفجع لفلذة كبده٬ قال شاكر إنه تعلم منها الكثير: "تعلمت أن الحزن واقع وحقيقة يجب على المرء تحملها. هو أمر صعب الهروب منه٬ فثم إن الشجن جزء من تركيبتنا٬ نحن العرب".
وأوضح هاني أن الحزن سيظل في قلبه إلى آخر يوم في عمره٬ ولكنه يحاول أن يوجد مرة أخرى على الساحة الفنية٬ لأن تواصله مع جمهوره يساعده على الخروج من قوقعة الحزن٬ ويشعر أن ذلك سيسعد روح ابنته.
من جهة أخرى٬ يبدي الفنان هاني شاكر تقديرا كبيرا للأغنية المغربية التي يرى أنها متميزة موسيقيا لكن اللهجة تبقى الصعوبة الوحيدة التي تعيق انتشارها بشكل أفضل ٬ مضيفا أنه إذا تم تبسيط اللهجة٬ فستحقق انتشارا واسعا.
أما بخصوص مشاريعه المستقبلية٬ فقال الفنان هاني شاكر انه يعكف على مجموعة من الأعمال٬ وأنهى مؤخرا ألبوما دينيا٬ سينزل قريبا إلى الأسواق.
وعلى نفس المنصة ٬ تقاسم الأمسية مع الفنان هاني شاكر ٬ مطرب الجيل الجديد محمد حماقي٬ الذي ألهب حماس الجمهور بأغانيه الشبابية المتميزة٬ والتي تفاعل معها حضور شبابي عريض ٬ فرددوا معه أغانيه الناجحة ك "وحدة بوحدة"٬ و " مقدرش انساك" ٬ و " في حضن عينك" و " بتداري".
وتجاوز حماقي الحيز الزمني الذي كان مخصصا له تحت إلحاح الجمهور ٬ وأبى إلا أن يقدم أغنية مغربية خلال السهرة٬ فغنى "مرسول الحب"٬ لعبد الوهاب الدكالي٬ حاملا العلمين المصري والمغربي.
وخلال ندوته الصحافية٬ قبيل الأمسية٬ غلبت الأسئلة السياسية على أجواء اللقاء٬ بفعل راهنية الاستحقاق الرئاسي بمصر. واستنكر حماقي بهذا الخصوص حالة الرهاب السائدة تجاه وصول محتمل لمرشح إسلامي للحكم.
وقال حماقي " لم يتحدث أحد من المرشحين عن الفنون بجدية٬ وعموما أنا متأكد أنه لو وصل للحكم رئيس معارض للفن٬ فسيكون معارضا للفن الهابط٬ ولهذا سأؤيده٬ ولا أعتقد أن هناك من يعارض الفن الهادف كما لا أعتقد أن هناك من يستطيع أن يقف ضده".