كتشفت ثلاث فرق منفصلة من الباحثين الطبيين ممن يعملون في إيجاد طرق جديدة لمكافحة أشد مضاعفات "كوفيد-19"، كعلاج غير محتمل للمرض. وفي دراسة أجريت بجامعة ساوث كارولينا، وجد الباحثون أنه، في تجارب على الفئران، يمكن للقنب أن يمنع الاستجابة المناعية الشديدة التي قد تكون قاتلة لمرضى فيروس كورونا. ويبدو أن مادة "رباعي هيدرو كانابينول"(Tetrahydrocannabinol)، التي تعرف اختصارا ب THC، وهي المادة الأكثر شهرة في القنب والمسؤولة عن خاصية التأثير النفسي العالية، تعمل على قمع متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وهي المضاعفات التي تسبب العديد من الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا. ونشر الفريق بقيادة الأستاذة أميرة محمد أبحاثهم في مجلة Frontiers in Pharmacology. وكتبوا أن "العلاج باستخدام رباعي هيدرو كانابينول (THC) أدى إلى نجاة الفئران بنسبة 100%". وأجرت الفرق الثلاث المنفصلة من الباحثين عشرات التجارب على الفئران لمعرفة ما إذا كان بإمكان رباعي هيدرو كانابينول منع الاستجابة المناعية التي تؤدي إلى تطور متلازمة الضائقة التنفسية الحادة عن طريق إدخال المادة في الفئران. ونجت 100% من الفئران التي تلقت رباعي هيدرو كانابينول (THC)، بينما نفقت تلك التي لم تتلق المادة الكيميائية. ووفقا لدراسة إسرائيلية نُشرت في أغسطس الماضي، فإنه يمكن أيضا السيطرة على "عاصفة السيتوكين" القاتلة التي تؤثر على المرضى المصابين بالنوع الحاد من "كوفيد-19" باستخدام مادة كيميائية موجودة في القنب. كما وجد باحثان من جامعة ليثبريدج في ألبرتا بكندا، أن بعض مستخلصات القنب عالية الكانابيديول (وهو واحد من 113 على الأقل من المواد الكيميائية النشطة الموجودة في نبات القنب)، ومنخفضة رباعي هيدرو كانابينول، يمكن أن تمنع المسارات التي يستخدمها فيروس كورونا لغزو الخلايا، ما يوفر "سلاحا" آمنا ومنخفض التكلفة في مكافحة الوباء. وأشارت الفرق الثلاث من الباحثين في جامعة ساوث كارولينا، الذين أجروا الدراسة الجديدة، إلى أن نتائج تجاربهم مع الفئران واعدة بما يكفي للانتقال إلى التجارب البشرية، وفي حين أن هذا البحث الأولي يصف رباعي هيدرو كانابينول كعلاج واعد للحالات الشديدة من "كوفيد-19"، فقد حذروا من أن عملهم ما يزال بعيدا عن أن يكون قاطعا وأكدوا أنهم لا يشجعون الناس على استخدام الماريغوانا كعلاج وقائي ل"كوفيد-19".