أعداد المتعافين من مرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد في تزايد مستمر، ولكن معركة هؤلاء لم تنته، فهم على الأغلب سيعانون من أعراض صحية حادة في الأعوام القادمة ، بحسب علماء وخبراء صحة. ومن المعروف أن فيروس كورونا المستجد يهاجم الآن العديد من أجزاء الجسم خارج الجهاز التنفسي، مما قد يتسبب في أضرار صحية تبدأ من العيون وليس انتهاء بأصابع الأقدم، ناهيك على تأثيره السلبي على الجهاز المناعي للمريض. وذكر بعض المرضى الذين تعافوا من الفيروس الخبيث منذ بضعة أشهر أنهم لا يزالون يعانون أعراض ضيق التنفس والتعب والشعور بالإجهاد. وأظهرت دراسات صغيرة أجريت في هونغ كونغ ومعقل الوباء في مدينة ووهان بالصين ، أن المتعافين من المرض يعانون من اداء ضعيف في الرئتين والقلب والكبد، وفقا لما ذكر موقع "بلومبيرغ" الأميركي. ففي إحدى الدراسات راقبت هيئة مستشفى هونغ كونغ مجموعة من مرضى "كوفيد-19" لمدة تصل إلى شهرين منذ شفائهم. وأوضح أوين تسانغ، المدير الطبي لمركز الأمراض المعدية في مستشفى الأميرة مارغريت، أن حوالي نصف المتعافين الذي شملتهم الدراسة تبين أن لديهم ضعف في وظائف الرئة. ووجدت دراسة لعينات الدم أخذت من 25 مريضا تم شفائهم في ووهان أنهم لم يتعافوا تماما بغض النظر عن شدة اعراض المرض. وفي دراسة أخرى في ووهان، جرى تصوير 90 شخصا من مرضى "كوفيد-19" بتقنية التصوير المقطعي المحوسب على مدى شهر، ليتبين أنه من أصل 70 متعاف كان 66 منهم يعانون من تشوهات رئوية بين خفيفة و شديدة. كما يمكن أن تنشأ مضاعفات قلبية مزمنة لدى المرضى حتى بعد الشفاء نتيجة الالتهاب المستمر، وفقًا لبحث أجراه الأطباء في مركز سيدار سيناء الطبي في لوس أنجلوس في 3 أبريل، واستندوا في نتائجهم إلى بيانات مرضى من إيطالياوالصين. الأمل في "العلاج المبكر" للحصول على أدلة بشأن كيفية ترك Covid-19 آثاره السلبية على المتعافين، يتطلع الأطباء والباحثون إلى للاستفادة من تجربة فيروس السارس الذي ظهر قبل نحو 12 عاما وينتمي إلى نفس عائلة فيروس كورونا المستجد. فقد عانى بعض المتعافين من فيروس سارس من آثار صحية طويلة المدى بعد أعوام من إصابتهم بالمرض وشفائهم منه. وقام باحثون في الصين بتحليل 25 مريضا بالسارس بعد 12 عاما من اصابتهم بالفيروس، ليجدوا أن أكثر من نصف المرضى الذين تم شفائهم عانوا من عدوى رئوية أخرى مع وجود مستويات أعلى من الكوليسترول. وبالإضافة إلى ذلك ، كان نصف المرضى يعانون من خمسة نزلات برد على الأقل في العام المنصرم. من جهته، يرى إيفان هونغ استاذ الطب بجامعة هونغ كونغ أن التشخيص والعلاج المبكرين لمرضى "كوفيد-19" يمكن أن يساهم في منع ظهور آثار سلبية بعد الشفاء، مشيرا إلى 90 بالمئة من أصل 200 مريض خرجوا من إحدى مستشفيات المدينة قد تعافوا بشكل كامل خلال شهر. ولكنه أوضح أن ذلك صعب الحدوث في بعض البلدان مثل اليابان وأميركا وبريطانيا، حيث لا يتم علاج سوى الحالات المتقدمة والخطيرة. ويرى خبراء صحة أن إصابة أكثر من 4 ملايين شخص بفيروس كورونا وهو رقم مرشح للتضاعف مرات عدة، سيؤدي مستقبلا إلى إنهاك الأنظمة الصحية في العديد من الدول جراء الآثار السلبية التي ستبقى مع المتعافين من هذا الوباء. وبحسب "بلومبيرغ" فسوف تحتاج الاقتصادات العالمية والشركات التي تتطلع إلى إعادة الأشخاص إلى العمل إلى فهم فيما إذا كان "كوفيد-19" يؤثر على صحة الإنسان على المدى الطويل وقدرته على العمل والإنتاج.