مع حلول عاشوراء تشهد شوارع المدن المغربية حربا ضروسا تستخدم فيها المفرقعات بشتى أنواعها، فيما يلجأ البعض إلى إحراق كل ما يقع تحت أيديهم ولو كان الأمر يتعلق بحاويات الأزبال، بينما يمعن البعض الآخر في استعمال البيض و"الماء القاطع" لرش كل من يغامر بالخروج إلى الشارع في اليوم العاشر من محرم.. عاصمة المملكة لم تسلم من هذه المظاهر الخطيرة والمتخلفة، حيث شهدت شوارعها أمس الاثنين، فوضى عارمة بسبب سلوكات بعض الأشخاص، الذين عمدوا إلى إشعال النيران في العجلات المطاطية وسط الأزقة والشوارع، ولم تسلم من عبثهم حتى حاويات القمامة وحافلات النقل الحضري الجديدة..
وخلفت هذه الحرب خسائر مادية وبيئية في عدد من أحياء العاصمة الرباط، فضلا عن الأضرار الوخيمة التي تكبدها السكان، الذين عبروا عن استيائهم وشجبهم بهذه السلوكات المشينة..
وتسببت هذه السلوكيات في توقيف حركة السير في العديد من المحاور بالعاصمة، ولم تستطع حتى سيارات الأمن والوقاية المدنية من الوصول إلى هذه الأحياء التي تم تطويقها بنيران ما يعرف ب"شعالة" كما لو أن الأمر يتعلق بمدينة تحت الحصار..
وتحولت منطقة يعقوب المنصور إلى ما يشبه "ساحة حرب"، بفعل إشعال "الصواريخ" و"القنابل"، وإحراق أغصان الأشجار وإطارات العجلات المطاطية و"حاويات القمامة"، فيما لجأ بعض الأطفال إلى رشق المارة بمواد خطيرة، لا تعرف طبيعتها، وهو ما استدعى حضور مصالح الأمن ورجال الوقاية المدنية الذين عملوا على إطفاء العديد من البؤر المشتعلة..
وقامت السلطات بحي يعقوب المنصور بحجز حوالي 646 من المفرقعات، حسب مصادر محلية، على مستوى شارع المسيرة وشارع الكفاح، وذلك تحت إشراف قائد الملحقة الإدارية السابعة، و بشراكة مع عناصر القوات المساعدة والأمن الوطني بيعقوب المنصور الرباط.
وعبر العديد من المواطنين عن استيائهم من هذه الممارسات، ودعوا السلطات المختصة إلى اتخاذ إجراءات صارمة في حق كل من سولت له نفسه تهديد سلامة المواطنين وتعكير سكينتهم، وذلك من خلال تحريف طقوس عاشوراء إلى ممارسات خارجة عن القانون، تستدعي إعمال الحزم والصرامة في ردع الواقفين من ورائها..