قال الموساوي العجلاوي، المحلل السياسي والخبير في العلاقات المغربية العربية والإفريقية والشرق الأوسط، إن استقالة المبعوث الشخصي للامين العام، هورست كوهلر تؤشر على منعطف كبير في نزاع الصحراء. وأضاف الموساوي العجلاوي أن استقالة كوهلر لم تكن متوقعة، وقد تكون فعلا لأسباب صحية، وقد تكون لحالة الإنهاك التي أصبح عليها الرجل بسبب مطالبته بتقديم تقرير كل ستة أشهر للأمم المتحدة و بأدق التفاصيل، كما أنه استطاع في ظل 17 شهرا أن يقوم بمجهود كبير تمثل في جمع الأطراف المعنية بنزاع الصحراء وتكسير ذلك الجمود الذي تسرب إلى الملف.
وأوضح، أن هذا الاستقالة تشكل منعطفا كبيرا في ملف الصحراء بغض النظر عن أسبابها سواء أكانت صحية أو غيرها، باعتبار أنه رجل دولة له خبرة دولية كبيرة وتجربة عميقة وبإمكانه أن يكون أدرك الرهانات الدولية الكبرى التي بإمكانها أن تشكل أمامه حجر عثرة لإيجاد الحل السياسي المناسب لهذا النزاع الذي عمر قرابة 50 سنة.
وأبرز العجلاوي أن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس حين قدم تقريرا للأمم المتحدة في بداية شهر أبريل وحتى في قرار الأممالمتحدة الأخير الذي جدد مدة بعثة المينورسو، لم تكن استقالة كوهلر واردة، بل جاء في التقرير والقرار أن هناك جولة ثالثة للأطراف المعنية بنزاع الصحراء، لكن السؤال المطروح هو ماذا وقع في شهر ماي، ليقدم كوهلر على اتخاذ قرار الاستقالة؟.
وتساءل العجلاوي، هل أدرك كوهلر أن نزاع الصحراء حائط صعب لا يمكن تسلقه بسبب انغلاق الأفق في ظل تحولات متسارعة إقليمية وجهوية ودولية، خاصة أن دول الجوار اعتبرتها الأممالمتحدة جزءا من الحل ومطالبة بالمساهمة في إيجاد الحل السياسي المتوافق عليه.
وأشار العجلاوي إلى أن منطقة شمال إفريقيا في تحول كبير وخطير بإمكانه أن يؤثر بشكل كبير على دول المنطقة برمتها، فإذا ما انكسرت الجزائر سيكون انعكاس ذلك بشكل خطير على دول الجوار، ليخلص العجلاوي إلى القول إن الوضع الإقليمي حول نزاع الصحراء معقد وسيزداد تعقيدا وقد يدوم النزاع سنوات، خاصة أن اجتماع مجلس الأمن الأخير وضع ثلاث نقط في جدول الأعمال ومنها ربط نزاع الصحراء مع الوضع الإقليمي، وأمام الوضع الحالي لا يبدو الأفق متاحا للحل.