لطالما تمسك مؤلفو الخيال العلمي بحلم صعب المنال يهدف إلى إزاحة الذكريات المؤلمة وتثبيت ذكريات سعيدة مكانها في يوم من الأيام. ولكن علماء جامعة أكسفورد أثبتوا أن الخيال أصبح أقرب إلى الواقع، بعد أن وصلوا إلى أعتاب تطوير التكنولوجيا التي ستمكننا من محو الذكريات الصعبة الماضية، وخلق ما هو أفضل منها.
وقال الباحث، لوري بيكروفت، إنه من الممكن قريبا علاج حالات مرضية، مثل فقدان الذاكرة واضطراب الإجهاد المرافق للصدمة، من خلال التلاعب الإلكتروني بموجات دماغية تعمل على تدعيم ذكرياتنا.
وباستخدام الأساليب نفسها، سنتمكن من إدراج ما يوصف بأنه "ذاكرة اصطناعية"، لتعزيز ذكرياتنا أو حتى إنشاء ذكريات جديدة.
وقال بيكروفت، وهو باحث دكتوراه وخبير في الأجهزة العصبية القابلة للزرع، في مجموعة جراحة المخ والأعصاب بجامعة أكسفورد: "تعتبر عمليات زرع الذاكرة أحد الآفاق الحقيقية والمثيرة، وتوفر فوائد كبيرة في الرعاية الصحية. ويمكن أن تبدو إمكانية تغيير وتعزيز ذكرياتنا، من خلال الأقطاب الكهربائية، أقرب إلى الخيال. ولكنها مبنية على أساس العلم، وجذورها موجودة بالفعل في يومنا هذا".
ويقول الباحثون إن القدرة على تسجيل موجات الدماغ الإلكترونية، التي تبني الذكريات وتعززها أو حتى تعيد كتابتها قبل وضعها، يمكن أن تكون متاحة خلال عقد من الزمن.
وتستخدم مجموعة أكسفورد لجراحة الأعصاب الوظيفية، محفزات عصبية مدمجة في أدمغة المرضى للتخفيف من أعراض الأمراض المختلفة.
وتقوم الأجهزة المزروعة جراحيا، والتي تشبه أجهزة تنظيم ضربات القلب، بتوصيل نبضات كهربائية صغيرة إلى المنطقة المستهدفة، من الدماغ أو النخاع الشوكي.
وعلى سبيل المثال، فإن استهداف بنية دماغية عميقة تسمى النواة الثانوية، يمكن أن يخفف من الصلابة وبطء الحركة والارتعاش، لدى الأشخاص المصابين بمرض باركنسون.
ولكن هناك جانب مظلم يتمثل في إمكانية سرقة ذاكرتنا من قبل الهاكرز عبر الإنترنت، أو حتى زراعة أجهزة وهمية من خلال استهداف أجهزة قراءة العقل.