من ثكنات الجيش إلى أروقة البرلمان، عبر تيارات سياسية مختلفة، قفز المظلي، جايير بولسونارو، إلى الرئاسة في البرازيل، محدثًا هزَّةً سياسيَّةً، تردَّدت أصداؤها في أنحاء العالم. الرئيس البرازيلي الجديد، المثير للجدل، والمعروف بتمجيده لحقبة الاستبداد، بين 1964 و1985، وعد بحكم البلاد بالكتاب المقدس، وإزاحة كلّ الخصوم من طريقه دون رحمة؛ ما جعل الكثيرين يتساءلون من هو بولسونارو؟.
إنه من عائلة مهاجرة وصلت إلى البرازيل في أعقاب الحرب العالمية الثانية، إذ ينحدر جايير ميسياس بولسونارو، الذي رأى النور في ال 21 من مارس عام 1955، من مدينة كامبيناس.
من ثكنات الجيش إلى أروقة البرلمان التحق بولسونارو بالمؤسسة العسكرية مبكّرًا، إذ تخرَّج عام 1977 في أكاديمية “أجولهاس نيغراس” العسكرية، وخدم في لواء لسلاح المظلات، وترقى إلى رتبة رائد.
وبدأت مواقف بولسونارو مبكّرًا، إذ اعتقل عام 1986 بسبب احتجاجه على خفض مرتبات العسكريين، وثارت حول هذه القضية -حينها- ضجة كبيرة في البرازيل.
وفي عام 1988 برَّأت المحكمة العسكرية العليا في البلاد بولسونارو، وهو العام نفسه الذي تقاعد فيه من الخدمة العسكرية، وبدأ مشواره السياسي ودخل إلى مجلس مدينة ريو دي جانيرو.
وشهد مشوار بولسونارو السياسي تقلبات كثيرة، إذ دخل البرلمان سبع مرات ممثلًا لأحزاب مختلفة منها، الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب التقدمي للإصلاح، والحزب التقدمي البرازيلي، قبل أن ينجح أخيرًا في الوصول إلى الرئاسة من خلال الحزب الاشتراكي الليبرالي.
وعود صعبة ورغم الزخم الذي يحظى به انتخاب بولسونارو، إلا أن وفاءَه بالوعود التي أطلقها أثناء الحملة الانتخابية، التي شهدت محاولة لقتله يبقى محل تشكيك من المراقبين.
وتقف في وجه بولسونارو عقبات كثيرة، من أبرزها الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد، والانقسام المجتمعي الحاد، وفقدانه للأغلبية في البرلمان، إذ يتمتع ب50 مقعدًا فقط في مجلس النواب و8 في الشيوخ، في برلمان يحتوي على 531 مقعدًا، و81 عضوًا بمجلس الشيوخ.
ومن شأن هذا الوضع أن يعيق تحركات بولسونارو، إذ يحتاج تحقيق معظم وعوده لإقرار الكثير من القوانين؛ ما يتطلب منه عقد تحالفات في الغالب ستبطل مفعول توجهاته السياسية، وتخفف من حدّته.
وبغض النظر عن مدى التحوّل الذي سيحدثه بولسونارو، إلا أن البرازيل بانتخابه تكون سجَّلت اسمها في لائحة الدول التي اجتاحها اليمين الشعبوي، الذي شهد رواجًا خلال السنوات الماضية، خاصة بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدةالأمريكية.