أكد رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة سمير بودينار أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال65 لثورة الملك والشعب، وضع قضية تشغيل الشباب في سياقها الأوسع، أي في علاقتها بالنموذج التنموي ومنظومة التربية والتكوين. وقال بودينار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الخطاب السامي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب جاء استمرارا لمنهجية رسختها الخطب الملكية الأخيرة، سواء في ما يتعلق بإعادة بناء نموذج تنموي وطني جديد يستجيب لتحديات التنمية في أبعادها المتكاملة، أو في اعتماد نموذج الخطاب / برنامج العمل، حيث تم وضع قضية تشغيل الشباب في سياقها الأوسع وهو علاقتها بالنموذج التنموي ومنظومة التربية والتكوين، ومن ثم اقتراح مداخل للتعامل معها في مستويات التفكير (المناظرة الوطنية حول التشغيل)، والسياسات العمومية في مجالات التعليم والتكوين المهني والعلاقة بين الإدارة والمقاولة وغيرها.
وأوضح رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة أن الخطاب السامي ركز على التكوين كبعد أساسي من أبعاد هذا النموذج التنموي وإمكاناته في الاستجابة لتحديات التشغيل، حيث نبه إلى مفارقة نظامنا التعليمي الذي يستمر في تخريج أفواج من العاطلين، مع ما يواجهه المستثمرون والمقاولات من صعوبات في إيجاد الكفاءات اللازمة في مجموعة من المهن والتخصصات، واتجاه العديد من الشباب، خاصة من حاملي الشهادات العليا العلمية والتقنية للتفكير في الهجرة إلى الخارج.
وفي هذا السياق، يضيف بودينار، قدم الخطاب السامي عددا من التوجهات ذات الأولوية، كإعطاء الأسبقية للتخصصات التي توفر الشغل، واعتماد نظام ناجع للتوجيه المبكر، (سنتين أو ثلاث سنوات قبل الباكالوريا)، لمساعدة التلاميذ على الاختيار، حسب مؤهلاتهم وميولاتهم، بين التوجه للشعب الجامعية أو للتكوين المهني، وإعادة النظر بشكل شامل في تخصصات التكوين المهني لجعلها تستجيب لحاجيات المقاولات والقطاع العام، وتواكب التحولات التي تعرفها الصناعات والمهن، وإطلاق جيل جديد من المراكز لتكوين وتأهيل الشباب، حسب متطلبات المرحلة، مع مراعاة خصوصيات وحاجيات كل جهة، بالإضافة إلى وضع برنامج إجباري على مستوى كل مؤسسة، لتأهيل الطلبة والمتدربين في اللغات الأجنبية لمدة من ثلاثة إلى ستة أشهر، وتعزيز إدماج تعليم هذه اللغات في كل مستويات التعليم، وخاصة في تدريس المواد التقنية والعلمية.