تم تنفيذ عقوبة الإعدام شنقا، اليوم الخميس 26 يوليوز، في حق ستة أفراد مما تبقى من طائفة (أوم شينريكيو) المتهمة "بجرائم"في اليابان، وفقا لتقارير محلية، نقلا عن مصادر حكومية. وكان مؤسس هذه الطائفة، شوكو آساهارا، قد أعدم مع ستة من اتباعه السابقين، بتاريخ 6 يوليوز الجاري.
واعتقل آساهارا بعد شهرين من تنفيذ هجوم مميت بغاز السارين، في مترو طوكيو عام 1995، واتهم بأنه العقل المخطط للهجوم الذي استخدم فيه غاز الأعصاب، وتسبب بمقتل 13 شخصا، وإصابات خطيرة بين 6000 آخرين.
واتهمت الجماعة أيضا بالمسؤولية عن هجوم سابق بغاز السارين في 27 يونيو 1994، في موقف سيارات قرب مساكن قضاة في ماتسوموتو بمقاطعة ناغانو، وراح ضحيته 8 أشخاص، والمسئولية عن مقتل قاض محام وزوجته وطفلهما عام 1989.
يذكر أن طائفة (أوم شينريكيو) أطلقت على نفسها تسمية (ألف) في يناير عام 2000، وفي 2007، انفصل عضو بارز فيها وأسس مع اتباعه جماعة أخرى أطلقوا عليها (هيكاري نو وا- دائرة ضوء قوس قزح).
وسبق أن أعدم الزعيم السابق للطائفة شوكو أساهارا وستة من أعضائها لدورهم في هجوم بغاز الأعصاب على مترو طوكيو عام 1995.
وكان شوكو أساهارا على رأس قائمة من 13 أشخاص صدرت أحكام بإعدامهم بسبب الهجمات التي أسفرت عن مقتل 13 وإصابة نحو 5800 آخرين.
وارتكبت الطائفة سلسلة من الجرائم منها هجمات متزامنة بغاز السارين على مترو طوكيو في مارس 1995. ومحاولات هجوم بسيانيد الهيدروجين.
واستخدمت الطائفة غاز الأعصاب "الساري" عام 1994 وأطلقته في مدينة ماتسوموتو بوسط اليابان في إحدى ليالي الصيف في محاولة لقتل ثلاثة قضاة كان من المقرر أن يصدروا أحكاما تتعلق بالجماعة.
وفشل الهجوم في تحقيق هذا الهدف واستخدمت فيه شاحنة لنشر الغاز لكن الرياح وزعته في حي سكني مما أدى إلى مقتل 8 وإصابة 600 آخرين.
* طائفة أوم شينريكو و مؤسسها شوكو أساهارا كان أساهارا معلم يوغا فقد بصره جزئيا وصدر حكم بإعدامه عام 2004 بعد إدانته بثلاثة عشر اتهاما منها الهجمات بالغاز على قطار الأنفاق بالإضافة إلى جرائم قتل.
أسس طائفة أوم شينريكو ( وتعني الحقيقة السامية) في 1987 وهي تقوم على مزيج من الأفكار البوذية والهندوسية والتنبؤات بيوم القيامة.
وتؤمن الطائفة بأن نهاية العالم وشيكة وكل من هو خارجها سيذهب إلى الجحيم إلا لو قتل على يد أعضاء الطائفة.
وذكرت صحيفة جابان تايمز إن زعيم الطائفة أساهارا جعل الهجوم بمثابة "محاولة مقدسة لتطهير الأرواح الملعونة في هذا العالم".
ومن الأمور التي قالها أساهارا لأتباعه إن الولاياتالمتحدة ستهاجم اليابان وتحولها إلى مطرح للنفايات النووية.
وقال أيضا إنه سافر عبر الزمن حتى عام 2006 وتحدث إلى أشخاص في ذلك الوقت عن تفاصيل الحرب العالمية الثالثة.
وحصلت الطائفة على الصفة القانونية في اليابان عام 1989 وونجح اساهارا في استمالة الكثيرين حول العالم من خلال كتبه والمحاضرات التي كان يلقيها في الجامعات. وبلغ عدد المنتمين للطائفة في أوج مجدها عشرة آلاف على الأقل في اليابان وخارجها.
وكان أغلب أتباعه في اليابان طلابا في أرقى الجامعات، وقد قيل الكثير عن وعود الطائفة بضمان حياة ذات معنى للشباب الذين يشعرون بضغوط دراسية كبيرة ولا يتطلعون إلا إلى المزيد من الضغوط بعد تخرجهم.
وتحولت الجماعة تدريجيا إلى طائفة عدمية سوداوية تؤمن بأن العالم سيفنى في حرب عالمية ثالثة وأنها وحدها ستنجو من تلك المحرقة.
كما أصبحت تنحو بشكل متزايد نحو العنف والاختطاف والإعتداء على مناوئيها وقتلهم، وحتى استخدام الأسلحة الكيميائية والجرثومية في الهجمات التي كانت تشنها.
ما الذي جرى في طوكيو؟ في العشرين من مارس من عام 1995، وخلال فترة ذروة الازدحام، نثر أتباع الطائفة محتويات أكياس مليئة بغاز الأعصاب بعد أن ثقبوا الأكياس باستخدام مظلات ذات مسامير حادة وذلك عند خطوط قطارات المترو المارة من خلال الحي السياسي في العاصمة اليابانية.
وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل 13 شخصا وإصابة الآلاف.
وفي الأشهر التالية، نفذ أتباع الطائفة عدة هجمات فاشلة لاطلاق غاز سيانيد الهيدروجين في عدة محطات للمترو.
صدم هجوم 1995 المجتمع الياباني الذي كان يفاخر بتماسكه وقلة الجرائم التي تقع داخله، كما أثار أسئلة حول اخفاقات الشرطة في التحقيق في الادعاءات التي كانت قد وردت سابقا حول نشاطات أوم شينريكيو في السابق.
وحوكم العشرات من أتباع الطائفة بتهمة الضلوع في ذلك الهجوم، وحكم على 13 منهم بالاعدام بمن فيهم أساهارا نفسه.
وكان آخر من حوكم بتهمة الضلوع في هجوم السارين كاتسويا تاكاهاشي الذي اعتقل في يونيو 2012 بعد أن ظل فارا لمدة 17 عاما، وقد حكم عليه بالسجن المؤبد.
كما سجن عضو آخر، وهو ماكوتو هيراتا، في عام 2014 لخطفه رجلا يبلغ من العمر 68 عاما وتورطه في عمليتي تفجير.
توارت الطائفة عقب هجوم المترو، ولكنها لم تختف بل غيرت اسمها الى "اليف". وفي عام 2007، شكل الناطق السابق باسم أوم شينريكيو وخليفة أساهارا، فوميهيرو جويو، جماعة صغيرة اطلق عليها اسم هيكاري نو وا (أي دائرة ضياء قوس القزح).
وادعى جويو أنه نأى بنفسه ومجموعته الجديدة عن عبادة أساهارا.
ونفذت المجموعة عمليات في دول الاتحاد السوفييتي السابق في خضم الفوضى التي عمتها بعد انهياره، ولكن المنطقة أصبحت تمثل أهمية متزايدة بالنسبة لها في السنوات الاخيرة.
وفي عام 2016 طردت جمهورية الجبل الاسود 58 اجنبيا يشتبه بأن لهم علاقة بأوم شينريكيو. وكان هؤلاء متجمعون في فندق كانوا قد استأجروه.
كان 4 من الأجانب ال 58 من اليابان، حسبما أعلنت وزارة الداخلية في الجبل الأسود، ولكن 43 منهم كانوا من المواطنين الروس، و7 من روسياالبيضاء و 3 من اوكرانيا وواحد من ازبكستان.
يذكر أن أوم شينريكيو تعد جماعة غير شرعية في روسيا، ولكن السلطات الروسية تقول إن عدد أتباعها قد يصل إلى 30 ألف، وهي تقوم بالضغط على الناس لاجبارهم على التبرع لها بالأموال.
وفتح المسؤولون تحقيقا جنائيا، ويقولون إن نشاطات أوم شينريكيو"تتضمن العنف ضد المواطنين والاضرار بصحتهم."
وماذا عن اليابان ؟ أوم شينريكيو مصنفة كمنظمة إرهابية في الولاياتالمتحدة وعدة دول اخرى، ولكن أليف وهيكاري نو وا تتمتعان بصفة قانونية في اليابان رغم أنهما مصنفتان "ديانتين خطرتين" وتتعرضان لمراقبة دقيقة.
وتشير بعض الاحصاءات إلى ان العدد الاجمالي لأتباع المجموعتين يبلغ 1500، وتشير بعض التقارير إلى أن العدد في ارتفاع.