تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أفتتحت امس الجمعة، فعاليات الدورة الاربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي بحضور ماكي سال رئيس حمهورية السنغال، وعدة شخصيات على رأسها وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة ووزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج.. وعلى هامش حفل الافتتاح، قام الرئيس السنغالي، مرفوقا بالأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة محمد بن عيسى، ووزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، ووزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، وشخصيات سامية أخرى من عالمي السياسة والثقافة من المغرب والسنغال، بافتتاح معرض "ليوبولد سيدار سنغور، حياته وأعماله 1906-2001" ، بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل السياسي والشاعر الكبير، وهو معرض تنظمه جمعية "طريق إلغاء العبودية، وحقوق الإنسان" بفرنسا ، بشراكة مع مؤسسة ليوبولد سيدار سنغور بدكار. وأكد الرئيس السنغالي، في كلمة له خلال حفل افتتاح هذه الدورة، أن تقليدا قديما في العلاقات الإنسانية القوية والقائمة على الثقة تجمع بين المغرب والسنغال، مشيدا بالإسهام الثمين الدي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يقدمه لهذا الثرات العريق"، مضيفا أن "جلالة الملك وأنا سنظل وفيين للإرث الذي خلفه من سبقونا ونعمل يوميا من أجل إغنائه ونقله إلى الأجيال المستقبلية". وقال ماكي سال، الذي يعتبر ثالث رئيس للسنغال يحضر هذا المهرجان بعد سيدار سانغور وعبدو ضيوف، إنه في مواجهة موجة العولمة والتحالفات الاقتصادية الكبرى التي تزدهر، وحده تجمع قاري مندمج ومتضامن سيتيح لإفريقيا أن تبقى على قيد الحياة، مؤكدا أن مثل هذا التجمع القاري سينقذ إفريقيا في عصر تتصادم فيه الفرص والمخاطر والشكوك. بالرغم من الحواجز والاختلالات، يضيف ماكي سال، فإن هدف الاندماج يجب أن يبقى قائما سواء على المستوى القاري أو الإقليمي، معتبرا أن دينامية الاندماج هي عمل طويل النفس "كما يفعل السائرون في الصحراء بحثا عن الواحة، إذ علينا عبور الكثبان الرملية وتفادي السراب".. وأكد الرئيس السينغالي، بخصوص استراتيجية الاندماج، أن المجموعات الاقتصادية الإقليمية تمنح أفضل طريق للسير نحو التجمع على المستوى القاري، لأسباب تتعلق بالاستمرارية الجغرافية، والانسجام الاجتماعي والحساسيات السوسيوثقافية، معتبرا أن الاندماج يقوم في الوقت ذاته على الرؤية السياسية التي تحدد الجوانب والمشاريع التي تترجم هذه الرؤية إلى أفعال. وعلاوة على ذلك، يضيف ماكي سال، تبين التجربة أن مسلسل الاندماج يواكبه انتقال تدريجي للسيادة التي تنزع من الدولة قسما من وسائل التنظيم، لوجود توازن بين ضرورات الدولة- الأمة وضرورات المصير المشترك، داعيا إلى الحد من الشكوك وإنجاح المفاوضات حول تحرير قطاعات والتوصل الى انسجام بين السياسات التجارية. أكد الرئيس السنغالي أن تقليدا قديما في العلاقات الإنسانية القوية والقائمة على الثقة تجمع بين المغرب والسنغال، مشيدا بالإسهام الثمين الدي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يقدمه لهذا الثرات العريق"، مضيفا أن "جلالة الملك وأنا سنظل وفيين للإرث الذي خلفه من سبقونا ونعمل يوميا من أجل إغنائه ونقله إلى الأجيال المستقبلية". وأوضح أن موضوع الندوة الافتتاحية ينصب على الاندماج في سياق عودة المغرب إلى المنظمة القارية، عائلته الطبيعية، مؤكدا أن المغرب، عبر قوة علاقات الصداقة والتعاون التي تربطه ببلدان إفريقية، لم يغادر قط عائلته الإفريقية. واعتبر الرئيس السنغالي أن المغرب كان في صلب الحلم الإفريقي ، منذ الأشغال التحضيرية لمنظمة الاتحاد الإفريقي، مع مجموعة الدارالبيضاء، الحاملة لمشروع دولة فدرالية إفريقية، في مواجهة مجموعة مونروفيا، المناصرة للاندماج على مراحل . وقال "ها نحن الآن بعد أزيد من نصف قرن، بين النجاحات والإخفاقات وحصيلة الاندماج الإفريقي هو على صورة نصف الكأس الملآن " مشيرا إلى أنه ما بين منظمة الوحدة الأفريقية والاتحاد الأفريقي ، تبقى النجاحات في السعي نحو الاندماج لا شك فيها. وذكر الرئيس سال بأن منظمة الوحدة الإفريقية أوجدت دينامية للتضامن أتاحت استكمال تحرير القارة من الاستعمار، وتفكيك الأبارتيد وتحديد موقف إفريقي مشترك من بعض الملفات الدولية، مثل توافق إيزولويني حول إصلاح مجلس الأمن، مضيفا أنه بفضل منظمة الوحدة الإفريقية، تهيكلت القارة في مجموعات اقتصادية إقليمية تدفع في اتجاه الاندماج اعتبارا لحسابات تاريخية وسوسيوثقافية واعتبارات الجوار. وبخصوص التحديات المطروحة، تحدث الرئيس سال عن السلام الكامل في القارة الذي ما زال حلما يتعين تحقيقه، بالرغم من أن عدد النزاعات المسلحة قد قل، وعن التأخر المسجل في القارة في جميع قطاعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية تقريبا، بالرغم من أنها تواصل تسجيل معدلات نمو مرتفعة بالنسبة للمعدل العالمي. وأفاد ماكي سال أنه بفضل الدينامية التي أحدثتها الشراكة الجديدة للتنمية في إفريقيا (نيباد)، التي تترأسها السنغال حاليا، تظل مواضيع التنمية في صلب الأجندة القارية والمبادلات في إطارات التشاور كما هو الأمر بالنسبة لمجموعة السبعة ومجموعة العشرين ، مذكرا بأن الهدف من نيباد يتمثل في تشجيع الاندماج عبر إيجاد ظروف تحول بنيوي للقارة من خلال إنجاز مشاريع بين الدول. يشار إلى أن الدورة الأربعين من موسم أصيلة الثقافي الدولي، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، تقترح عددا من الفقرات الثقافية والفنية ، خاصة منها ندوات وورشات وحفلات موسيقية وعروض للأزياء ومعارض.