إهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الأربعاء، بالمسيرة الاحتجاجية الضخمة التي نظمت، أمس الثلاثاء، بمدينة بجاية والتي عرفت مشاركة آلاف الأشخاص للتنديد بصمت السلطات الجزائرية أمام مطالب الساكنة المحلية وعمال مجموعة سيفيتال وكذا بعرقلة مشاريع استثمارية بالمدينة. وهكذا، كتبت صحيفة "ليبيرتي" أن حشودا بشرية استجابت، أمس، لنداء تنسيقية مساندة عمال سيفيتال والاستثمارات الاقتصادية، ونزلت إلى الشارع ببجاية من أجل التنديد، سلميا، بما اعتبرته تنكرا للحقوق.
وأكدت أنه ليس من المبالغة في شيء إطلاق هذا الوصف على ما تعانيه أول مجموعة خاصة في الجزائر، الممنوعة، بشكل تعسفي، من تجسيد مشاريعها الاستثمارية في منطقة هي في أمس الحاجة إليها.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن آلاف الأشخاص من مختلف الآفاق السياسية والاجتماعية، الذين جابوا الشوارع الرئيسية للمدينة، يعكس أن هناك وعيا من قبل الساكنة بالظلم الكبير الذي تتعرض له منطقة برمتها.
من جهتها، كتبت صحيفة (الفجر) أن هذا الوعي هو الذي حمل الفاعلين في الحياة السياسية والاجتماعية والنقابية وحتى المواطنين العاديين على ضم أصواتهم في مد تضامني رائع مع المحامي والمناضل علي يحيى عبد النور.
وأضافت الصحيفة أن عبد النور يسعى فقط، وهو في ال98 من عمره، إلى تسوية وضعية سكن يشغله منذ عقود، في الوقت الذي لم يجد فيه سكان آخرون أدنى عناء في القيام بذلك، متسائلة ألا يجسد ذلك تنكرا مذهلا للحق يطال واحدا من قدماء المناضلين من أجل الاستقلال والديمقراطية؟.
واعتبرت الصحيفة أنه بالنسبة لنظام سياسي بني على المحاباة وينخره الفساد، فقد أصبح التعسف سلاحا مفضلا ضد كافة الأصوات المناوئة لنواياه الشيطانية، مسجلة أن مسيرة بجاية والعريضة التي تم إطلاقها تضامنا مع علي يحيى عبد النور هما مثالان لتعبئة مواطنة يتعين تأملها بشكل جدي، على اعتبار أنهما تمكنا من جمع شخصيات كانت أمور قليلة إلى حد الآن تجمع في ما بينها.
من جانبهما، كتبت صحيفتا (الحياة) و(الخبر) أن المسيرات نجحت في تجاوز الآراء السياسية لتلك الشخصيات لكي تنتفض كرجل واحد ضد سياسة الإقصاء والجهوية الاقتصادية التي تذهب منطقة القبائل ضحية لها.
وسجلت الصحيفتان أن موجة بشرية حقيقية انطلقت على الساعة العاشرة والنصف، من صباح يوم أمس، في مسيرة "الأمل"، التي دعت إليها تنسيقية لجان مساندة عمال سيفيتال والاستثمارات الاقتصادية، مشيرتين إلى أن آلاف الأشخاص قدموا من عدة مناطق، وخاصة من البليدة وسطيف وبرج بوعريريج ووهران وتيزي وزو والجزائر العاصمة والبويرة، للمشاركة في المسيرة التي حققت نجاحا كبيرا.
بدورها كتبت صحيفة (الوطن) أن التنسيقية الوطنية للجان مساندة عمال سيفيتال والاستثمارات الاقتصادية ربحت رهانها، المتمثل في عدم تراجع التعبئة على الرغم من صم الإدارة المركزية آذانها عن مطالبها، وذلك منذ شهر مارس من سنة 2017، مذكرة بأنه في هذا التاريخ دخلت اللجنة المحلية في عملية شد الحبل مع ميناء بجاية بهدف إخراج مشروع مصنع زيت الزيتون إلى حيز الوجود وكذا المشاريع العمومية المهيكلة الأخرى المخصصة للولاية.
وذكرت الصحيفة أن آلاف الأشخاص شاركوا في مسيرة "الأمل" على اعتبار أن المشاريع التي تحملها سيفيتال تمثل بارقة أمل لتنمية المنطقة بفعل طابعها الاقتصادي والبيئي. وقالت إنها تشكل أيضا فرصة لآلاف العاطلين بالمنطقة الذين استجابوا للنداء الجديد للتنسيقية الوطنية للجان المساندة.