أنهى المحامي محمد حسني كروط، دفاع الطرف المدني في ملف توفيق بوعشرين، أمس مرافعته التي ضمنها سلسلة من الانتقادات لهيئة الدفاع عن المتهم، وكيف يستقوي توفيق بوعشرين بالمحامي الأجنبي لتغيير الوقائع وتدويل الملف، محاولا سحب البساط من تحت أقدام الضحايا وإظهارهن أمام العالم ك"بائعات" جسد ومصادرة حقوقهن في الدفاع وجبر الضرر. وشدد كروط، المحامي بهيئة الرباط، في مرافعته التي استمرت لساعات، على حقوق الضحايا في التقاضي والإنصاف والعدل، بالنظر لما تعرضن له من استغلال جنسي بشع من قبل مدير نشر "أخبار اليوم". وكان أبرز دفع تقدم به كروط أمس، هو المتعلق بإنجاز خبرة نفسية على المتهم بالنظر لتسلسل جرائمه على مر سنوات طويلة، لم يفرق فيها بين المتزوجة والعذراء والحامل.
وتساءل المحامي كروط، كيف أن دفاع بوعشرين، سواء داخل القاعة أو في بهو المحكمة أو خارج المغرب، كان يتعمد إحداث شحنات انفعالية موجهة لرئاسة الجلسة والنيابة العامة وكذا دفاع الضحايا، قصد إحداث البلبلة والفوضى وعدم خلق ظروف ملائمة لإجراء محاكمة عادلة في شروط مناسبة.
مضيفا أن الضحايا لم يسلمن من مناوشات دفاع بوعشرين، داخل الجلسات أو خارجها، مما تسبب في إغماء بعضهن، أو عبر تصريحات إعلامية، تجاوزت بالنسبة للمحامي الإدريسي مثلا 100 تصريح وتدوينة على الفايسبوك، حاول التأثير بها على القضاء، وهو ما يعد جرما يعاقب عليه.
وتابع المحامي كروط "الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تم تنظيم ندوة صحفية قبل عرض المتهم على المحكمة، وتم وصف الضحايا بأنهن يتاجرن بأجسادهن في هذا الملف، وأنهن راضيات عن أفعالهن، كما تم التشكيك في الإجراءات القضائية، بل تمت الاستعانة، في إطار الاستقواء الخارجي، بشخصين قدما نفسيهما محاميين من بريطانيا وفرنسا، "حضرا رغم جهلهما بالقوانين والتشريعات الوطنية، وأصدرا بلاغين يحملان حمولة استعمارية، بمنطق التعالي والتهديد بالشرعية الدولية، وهو ما لا يمكن القبول به بتاتا.. الغرض من كل هذا هو تغييب الحقيقة والتشويش على السير العام للمحاكمة وتغليب خطاب المظلومية، بدليل أنه لما تكون الردود منتجة تكون ردود الفعل متشنجة".
وبعد أكثر من ست ساعات، اضطر المحامي كروط، تحت توجيه القاضي رئيس الجلسة، لإنهاء مداخلته، التي تصدى فيها لكل دفوعات دفاع المتهم توفيق بوعشرين، على أساس أن تواصل غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء مواصلة مناقشة القضية غدا الأربعاء.