شعب بريس- وكالات انتشرت قوات معززة من الشرطة الإسرائيلية في شوارع بلدة صغيرة قرب القدس، اليوم الاثنين، بعد أن أدت حملة أطلقها يهود متطرفين للفصل بين الرجال والنساء إلى وقوع أعمال عنف. وقال المتحدث باسم الشرطة ميكى روزنفيلد، إنه تم اعتقال رجل من بيت شيمش بعد الاعتداء، أمس الأحد على طاقم تلفزيوني كان يصور لافتة تدعو النساء إلى قطع الشارع لتجنب المشي باتجاه كنيس يهودي. ووضعت لافتات أخرى في حي للمتدينين المتشددين تدعو النساء إلى "الاحتشام" في اللباس وهو يعنى بحسب تعاليم اليهود المتدينين الالتزام بأكمام طويلة وتنانير تغطي الساقين. وذكرت صحيفة "هاآرتس" أن رجالا متدينين ألقوا مصور القناة التلفزيونية الثانية أرضا وحاولوا خنق خبير الصوت الذي كان معه، وأشارت وسائل الإعلام إلى أنه تم أيضا الاعتداء على صحفيين آخرين وإلقاء الحجارة على سيارة شرطة. وذكرت وسائل الإعلام أن الصور التي عرضتها القناة الثانية لرجل متدين يبصق على امرأة أدت إلى اعتقاله ليل السبت الأحد. وأشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى أنه أخلى سبيله الأحد بعد دفع غرامة، وأمر بالابتعاد عن بيت شيمش لمدة أسبوع. وتأتى أحداث العنف في هذه البلدة بعد سلسلة حوادث في إسرائيل، حيث أجبرت نساء على الجلوس في آخر حافلات منفصلة في أحياء المتدينين أو النزول من الحافلات على الرغم من قرار لمحكمة العدل ينص على عدم قدرة الحافلات التي تخدم أكثر المجتمعات الأرثودوكسية الأكثر تحفظا على فرض الفصل بين الجنسين. ويقول ناشطون في الدفاع عن حقوق المرأة أن اليهود المتشددين الذين يشكلون نحو 10% من سكان إسرائيل أصبحوا متطرفين بشكل متزايد في هذه القضية وحصلوا على تنازلات تضر بالنساء. وكتبت صحيفة "هاآرتس" في افتتاحيتها اليوم: "التمييز والعنف ضد النساء التي يزعم أنها تأتى بدافع الحساسيات الدينية قد خرجت عن نطاق السيطرة".
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ركز تصريحاته في مستهل جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية صباح أمس الأحد، على قضية إقصاء النساء عن المجال العام، ومظاهر تهميشهن وإذلالهن، كما أظهره التقرير الذي بثته القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي يوم الجمعة. وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إن نتانياهو أكد أن إسرائيل دولة ديمقراطية ذات طابع غربي ليبرالي، لا مجال فيها للإذلال وجرح المشاعر والبصق، على حد زعمه. وأوضح نتانياهو أنه تحدث عن هذه القضية مع وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق اهارونوفيتش والمستشار القانوني للحكومة يهودا فايتشتاين؛ ليعملا على فرض القانون، والتصدي للعناصر التي تقف وراء مظاهر إقصاء النساء وإذلالهن.
وكشفت "هاآرتس" والإذاعة العامة الإسرائيلية، أن نتانياهو حث جميع الشخصيات العامة والقيادات الدينية في إسرائيل إلى التنديد بمثل هذه المظاهر. فيما أكد وزير الداخلية الإسرائيلي إيلى يشاى أن مظاهر البصق على النساء، والعنف بحقهن، وجرح مشاعرهن على الملأ تتنافى مع الشريعة اليهودية، مشدداً على وجوب شجبها، وتقديم مرتكبيها للمحاكمة. وتعهد يشاى بأن تعمل وزارته ضد من يحاول فرض تهميش النساء في الفضاء العام، حيث تحدث مع موشيه أتبول رئيس بلدية "بيت شيمش" ودعاه إلى العمل ضد تهميش النساء والعنف الممارس بحقهن، مشدداً الأخير على أن تصرف معظم اليهود المتشددين تتسم بالانضباط، موجهاً إصبع الاتهام إلى فئة قليلة من الأشخاص بالقيام بهذه الأعمال.