أعلن الحسن واتارا المطالب برئاسة ساحل العاج أنه يجب على منافسه الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو التنحي عن منصبه بعد الانتخابات المتنازع عليها كما شكل حكومة موازية في حين سعى وسطاء افارقة لايجاد حل للجمود السياسي هناك. واجريت يوم 28 نوفمبر تشرين الثاني جولة الاعادة في الانتخابات التي كانت تهدف الى اعادة توحيد البلاد المقسمة بفعل حرب اهلية في 2002 و2003 . لكن أعلن كل من جباجبو وواتارا فوزهما واديا اليمين الدستورية. وادى جباجبو اليمين الدستورية كرئيس للبلاد لفترة جديدة على الرغم من اعلان لجنة الانتخابات فوز واتارا. وادى واتارا من جانبه اليمين لتولى الرئاسة وقال انه سيشكل حكومة موازية.
واظهرت التصريحات التي ادلى بها واتارا بعد محادثاته مع ثابو مبيكي رئيس جنوب افريقيا السابق الذي يقود جهود الوساطة انه غير مستعد للتوصل الى تسوية بعد حصوله على دعم من الاممالمتحدة ودول مجاورة واخرين. وقال واتارا بعد المحادثات التي اجريت في فندق تحرسه الاممالمتحدة “اخبرت الرئيس مبيكي انني رئيس ساحل العاج وبهذه الصفة استقبله واطلب منه ان يحث السيد جباجبو على... التنحي كما ينبغي عليه ان يفعل بعد خسارة الانتخابات.”
واعلن في وقت لاحق عن تشكيل حكومة يقودها رئيس الوزراء السابق جيوم سورو ويشغل فيها ايضا منصب وزير الدفاع. وكان سورو استقال من ادارة جباجبو احتجاجا على ادعاء فوزه وقال في بيان “فاز واتارا بوضوح.” وضمت الحكومة التي شكلها واتارا كذلك تشارلز كوفي ديبي وزير المالية السابق في ادارة جباجبو. وديبي خبير متخصص في المجال نال الاشادة لتعامله مع الاقتصاد ومفاوضات الدين ولم يتسن الاتصال به لتأكيد تغيير ولائه. واكتفى مبيكي بابلاغ الصحفيين ان المحادثات مع واتارا كانت ايجابية وان الاتحاد الافريقي يعتبر ان الوضع في اكبر منتج للكاكاو في العالم خطير جدا.
وشارك مبيكي في جهود الوساطة في ساحل العاج في السابق. وادلى بالقليل من التصريحات بعد محادثاته مع جباجبو في مقره في وقت سابق يوم الاحد.
وقال “نريد ان نستمع لجميع وجهات النظر بشأن هذا الامر قبل ان نتمكن من اصدار اي توصيات.” وتظاهر عشرات الالاف من انصار واتارا في مدينة بواكيه الشمالية معقل المتمردين المعارضين لجباجبو خارج المقر المحلي لبعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة مطالبين بتنحي جباجبو.
الإيفواريون صعقوا حينما علموا أن الرئيس الخاسر أدى اليمين الدستورية ضدا على إرادتهم وهتف انصار واتارا قائلين “ادو رئيسا” مستخدمين الاحرف الاولى من اسمه الثلاثي التي يعرف بها على نطاق واسع. وكانت الاحتجاجات هادئة بشكل عام.
والغى المجلس الدستوري الذي يرأسه حليف لجباجبو مئات الالاف من الاصوات في بواكيه ومدن شمالية اخرى لابطال فوز واتارا وهو ما ادى الى اعتراضات وانتقادات من الاممالمتحدة وقوى غربية.
وقالت زودوا لالاي سفيرة جنوب افريقيا في ساحل العاج لرويترز ان” اي وضع مثل رواندا وكينيا سيكون كابوسا وهو ما نعمل دون كلل لتفاديه” مشيرة الى اوجه شبه مع انتخابات جرت في كينيا عام 2007 والتي سرعان ما أدى التنازع حول نتيجتها الى اعمال عنف عرقية اودت بحياة 1300 شخص على الاقل.
وحكم جباجبو البلاد لمدة عشر سنوات لكنه يواجه الان العزلة وعقوبات محتملة. ورفضت الاممالمتحدة والولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا ( ايكواس) الاعتراف بفوزه.
واشار المجلس الدستوري الى قيام المتمردين الذين يديرون المناطق الشمالية المؤيدة لواتارا باعمال ترهيب لكن مبعوث الاممالمتحدة لحفظ السلام في ساحل العاج يونج جين تشوي صدق على نتيجة الانتخابات. وكان قد تسلم نسخا من الفرز من كل مراكز الاقتراع تقريبا.
وقال انه حتى اذا صحت اتهامات التزوير فانها مع ذلك لا يمكن ان تغير النتيجة التي اعلنتها لجنة الانتخابات. وقال دبلوماسي يتابع الاحداث في ابيدجان “يمكنه (واتارا) ان يطلق علن نفسه الرئيس لكن لا تزال هناك حاجة لايجاد طريقة لقبول الحزب الحاكم بالهزيمة.”
واضاف “فيما يتعلق بممارسة السلطة التفيذية.. فهو لا يزال بعيدا عن القيام بذلك.”
ورفعت الازمة في ساحل العاج التي كانت من المع النجوم الاقتصادية في افريقيا اسعار العقود الاجلة للكاكاو الى اعلى مستوياتها في اسبوعين كما رفعت علاوات المخاطرة على السندات الدولية للبلاد البالغة قيمتها 2.3 مليار دولار. ويبلغ عائد السندات حاليا 11.67 في المئة مقابل اقل من عشرة في المئة قبل الجولة الاولى للانتخابات. وحذر شريف عثماني القائد المتمرد لجماعة “القوات الجديدة” من ان انصاره “لن يمكثوا طويلا دون ان يفعلوا شيئا” بشأن جباجبو اذا استمر في التشبث بالسلطة.