كشفت دراسة هولندية حديثة، أن مادة مضادة للأكسدة يشيع استخدامها كصبغة كيميائية في المختبرات العلمية، نجحت في قتل طفيل الملاريا المسبب للمرض بشكل غير مسبوق. الدراسة أجراها باحثون بجامعة رادبود نايميخن، ونشروا نتائجها يوم الثلاثاء في دورية (لانسيت إنفكشوس ديزيس ) العلمية.
وأجرى الباحثون دراستهم باستخدام المادة المعروفة بأزرق الميثيلين التي تعد من المركبات المهمة في علم الكيمياء التحليلية.
وتستخدم هذه الصبغة مؤشرا لعمليات كالأكسدة والاختزال في بعض التجارب الكيميائية، كما تستخدم أيضا في علم الأحياء لصبغ عينات الألياف العصبية والجلد.
وفى تجارب أجريت على مرضى الملاريا في مالي، أعطى الباحثون الصبغة للمرضى بالتوازي مع تناولهم أدوية "أرتيميسينين" التي تعالج الملاريا، فيما تناولت مجموعة أخرى من المرضى أدوية "أرتيميسينين" فقط.
وتقوم أنثى بعوض "أنوفيليس" بالتقاط الطفيلي من الأشخاص المصابين بالعدوى، عند لدغهم، للحصول على الدم اللازم لتغذية بيضها، بعدها يبدأ الطفيلي بالتكاثر داخل البعوضة، وعندما تلدغ شخصا آخر، تختلط الطفيليات بلعابها، وتنتقل إلى دم الشخص الملدوغ.
ووجد الباحثون أن المجموعة التي تناولت صبغة أزرق الميثيلين مع أدوية الملاريا، اختفى لديها طفيل الملاريا بعد 48 ساعة فقط، مقارنة مع بقاء الطفيل لمدة أسابيع لدى المجموعة الأخرى.
وتبين من البحوث أن صبغة أزرق الميثيلين، تعتبر مضادا آمنا يقتل طفيل الملاريا بمعدل غير مسبوق.
وفي غضون يومين فقط، تماثل المرضى للشفاء من الملاريا، ولم يعد الطفيل ينتقل مرة أخرى، حتى بعد لدغ هؤلاء الأشخاص بالبعوض المسبب للمرض مرة أخرى.
وقال الباحثون إن "نتائج التجارب السريرية واعدة جدا، حيث تم رصد تأثير صبغة أزرق الميثيلين على انتشار الملاريا بين البشر للمرة الأولى".