محمد بوداري نظمت الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة ترانسبرانسي المغرب، بفندق فرح بالرباط، اليوم الجمعة 09 دجنبر2011، ندوة صحفية بمناسبة صدور التقرير السنوي عن مؤشر إدراك الفساد، الذي تصدره كل سنة منظمة الشفافية الدولية. وقدمت ترانسبارانسي المغرب خلال هذه الندوة، عرضين مقتضبين لكل من عز الدين أقصبي وفؤاد زيراري، تناول الأول التقرير السنوي عن مؤشر إدراك الفساد الذي يخص 183 دولة برسم سنة 2011، ووضعية المغرب بالمقارنة مع دول المنطقة. وأفادت الجمعية أن المغرب بوجد في خانة الدول التي أصبحت فيها الرشوة حالة مزمنة، بحيث أفاد التقرير السنوي لمنظمة الشفافية الدولية لسنة 2011 حول مؤشر إدراك الرشوة العالمي، بأن المغرب احتل المرتبة 80 عالميا من بين 183 دولة جرى تصنيفها طبقا لهذا المؤشر. كما حصل على معدل 3.4 من عشرة في معدل الشفافية وهو المعدل ذاته الذي حصل عليه سنة 2010. وهو ما يؤكد أن المغرب سقط في دائرة توجد مابين 3.2 و 3.5 نقطة خلال التسع سنوات الأخيرة، وبالتالي فإن الإصلاحات والجهود التي تم القيام بها في هذا الإطار لا ترقى إلى مستوى الإجراءات الفعالة التي ينبغي القيام بها من طرف الدولة. وقدم العرض الثاني خلاصة العمل الذي قام به مركز حماية الشهود والمبلغين عن الرشوة وخاصة بالرباط، والذي تم إحداثه في يناير 2009 بدعم من ترانسبرانسي الدولية، ويقوم المركز باستقبال المواطنين ودراسة مطالبهم بغية تمكينهم عبر التوجيه والاستشارة القانونيين من الدعم اللازم لمواجهة المشاكل المرتبطة بالرشوة. وتلقى المركز منذ تأسيسه 1477 شكاية كما فتح 627 ملفا للمتابعة قام إما بإعطاء رأي قانوني بشأنها أو الاتصال مباشرة بالإطراف المعنية.
من جهة أخرى، قررت لجنة النزاهة التي أحدثتها ترانسبرانسي المغرب، بعد اجتماعها بالرباط، مكافأة مراد الكرطومي وذلك بمنحه جائزة "نزاهة 2011"، نظرا لشجاعته وتكسيره لقانون الصمت وتنديده بالممارسات المتجذرة والمخالفة للقانون التي يعرفها سوق الجملة للخضر بالدارالبيضاء. واعتبرت لجنة النزاهة، في بلاغ لها، أن مراد الكرطومي، الذي يعمل تاجرا بسوق الجملة للخضر والفواكه بالدارالبيضاء، "أعطى بشجاعته مثالا لما يمكن لأي مواطن أن يقوم به عندما يقرر أن يندد بالممارسات المتجذرة والمخالفة للقانون". مضيفة أنه، بسلوكه هذا يكون، "قد كسر الصمت الذي يسود في مثل هذه الأوساط، على حساب أمنه الشخصي ومكسب رزقه". ومن المنتظر أن يتسلم مراد الكرطومي هذه الجائزة الرمزية مساء اليوم بقاعة باحنيني في حفل تقيمه الجمعية، بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة الرشوة. وسينطلق الحفل على الساعة الخامسة مساء ويتضمن مجموعة من الفقرات تتضمن، فضلا عن لحظة تسليم جائزة النزاهة وتقديم الكتاب الجماعي "أمثال وحكم ضد الرشوة"، عرض فيلم قصير بعنوان "الصّاك" إخراج فريدة بليزيد، وحفل فكاهي مع مصطفى الداودي، بالاضافة لموسيقى مع الفنان "موبيديك"، وعرض مسرحية حول الرشوة من إخراج وتقديم فرقة "دابا تياتر". للإشارة، فقد سبق أن منعت السلطات حفل تسليم جائزة النزاهة أربع مرات، و قامت جمعية ترانسبرانسي المغرب على إثر ذلك، بوضع شكوى أمام المحكمة الإدارية في الرباط للطعن في هذا القرار، واستطاعت أن تستصدر حكما لصالحها. وسبق للجمعية المغربية لمحاربة الرشوة، ترانسبرانسي المغرب، أن منحت يوم الثلاثاء 3 ماي 2011، جائزة النزاهة لسنة 2010 للحقوقي المغربي شكيب الخياري، و"الجائزة الخاصة لترانسبرانسي المغرب" للمحامي الأستاذ عبد الرحيم برادة خلال حفل نظم بالمعمل الثقافي (مجازر الدارالبيضاء سابقا). وتتطلع الجمعية عن طريق هذه المبادرة، إلى المساهمة في التعريف بالأشخاص الذين يواجهون الرشوة بطريقة نموذجية.