حثت شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، الشعب الإيراني على العصيان المدني ومواصلة الاحتجاجات التي تمثل أجرأ تحد لزعماء إيران منذ الاضطرابات المطالبة بالإصلاح عام 2009. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط اليومية عن عبادي، أشهر محامية مدافعة عن حقوق الإنسان في إيران، قولها إن الإيرانيين يجب أن يبقوا في الشوارع وإن الدستور يعطيهم الحق في الاحتجاج.
ونشر الحرس الثوري الإيراني قوات في ثلاثة أقاليم لإخماد الاضطرابات المناهضة للحكومة وذلك بعد ستة أيام شهدت احتجاجات متواصلة هزت الزعامة الدينية وأوقعت 21 قتيلا.
وتفجرت الاحتجاجات الأسبوع الماضي نتيجة المصاعب الاقتصادية التي يعانيها الشباب والطبقة العاملة ثم تحولت إلى انتفاضة على السلطات وعلى المزايا التي تنعم بها النخبة خاصة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
ونظمت السلطات، اليوم الخميس، مسيرات موالية للحكومة في عدة مدن من بينها مشهد ثاني أكبر مدن البلاد.
وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لآلاف يشاركون في المسيرات ويرفعون صور خامنئي ولافتات تقول "الموت لمثيري الفتنة".
ويبدو أن الاحتجاجات تلقائية دون زعيم واضح، وقد تفجرت في مناطق الطبقات العاملة والمدن الصغيرة لكن يبدو أنها بدأت تستقطب المتعلمين من أبناء الطبقة الوسطى والنشطاء الذين شاركوا في احتجاجات 2009.
ودعت عبادي، التي تعيش في لندن، الإيرانيين إلى التوقف عن دفع فواتير المياه والغاز والكهرباء والضرائب. وحصلت عبادي على جائزة نوبل عام 2003.
كما حثت المواطنين على سحب الأرصدة من البنوك الحكومية للضغط اقتصاديا على الحكومة وإجبارها على الكف عن العنف وتلبية مطالبهم.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط، التي تصدر في لندن، عن عبادي قولها في المقابلة "إذا كانت الحكومة لم تستمع لكلامكم على مدى 38 عاما فقد جاء دوركم في تجاهل ما تقوله لكم الحكومة الآن".
وأثارت الاضطرابات ردود فعل شديدة التباين على المستوى الدولي إذ عبر الأوروبيون عن استيائهم من رد الفعل المبتهج من قادة الولاياتالمتحدة وإسرائيل.
وفي مؤشر على مخاوف قيادة البلاد من صمود الاحتجاجات لتلك المدة قال الميجر جنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري أمس الأربعاء إنه أرسل قوات إلى أقاليم أصفهان ولورستان وهمدان لمواجهة "الفتنة الجديدة".