كتب الموقع الإلكتروني "أفريك.لاتريبين.إف إر" أنه عوض التركيز على التحديات التي ستواجهها دول (سيدياو) "المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا"، بانضمام المغرب لهذا الفضاء الإقليمي، من المطلوب التركيز على "الفرص الرائعة التي سيوفرها انضمام المملكة". وأوضح الموقع في تحليل تحت عنوان "ما يمكن لانضمام المغرب أن يقدمه ل(سيدياو)"، تناقلته وسائل إعلام سنغالية على نطاق واسع، أنه "بوجود المغرب داخل هذا الفضاء، فإن مجموعتنا تعطي لنفسها مؤهلات حقيقية لبناء اتحاد اقتصادي لغرب إفريقيا، قادر على رفع مستوى معيشة شعوبه والمساهمة في تقدم وتنمية القارة الإفريقية وفق ما هو منصوص عليه في المادة 3 من المعاهدة المعدلة".
وحسب هذا التحليل الذي وقعه كل من عبد المالك العلوي (كاتب افتتاحية شهرية "لاتريبين أفريك")، ومبارك لو (الخبير الاقتصادي السنغالي)، أن "انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا سيخلق في الوقت نفسه تحديات وفرصا للدول الأعضاء حاليا بالمنظمة. وسيتعين على هذه الدول تستبق هذا التحول وتعدد المكاسب التي يمكن أن تحققها، مع العمل ما أمكن على تدبير التحديات التي يطرحها".
وأضاف كاتبا المقال أن بعض الأطراف المعنية، ودون أن تقيس الوقع الحقيقي على الطرفين، تؤكد أن انضمام المغرب إلى (سيدياو) قد يؤثر على استقرار المجموعة وسيعود بالنفع حصرا على المملكة"، مبرزين أن "هذه الدعوى التي لا تصمد أمام اختبار مقتضيات التعرفة الخارجية المشتركة ل(سيدياو) التي تنص على العديد من التدابير الحمائية للهيئات المنتجة في الدول الأعضاء، والتي يمكن اللجوء إليها إذا ما تم تسجيل أي تهديد تشكله أطراف ثالثة.
وأشار المصدر ذاته إلى أنه "ينضاف إلى ذلك أن (سيدياو) نفسها قررت إحداث منطقة للتبادل التجاري الحر مع الاتحاد الأوروبي، باعتماد تدابير حمائية وفترة انتقالية"، مضيفا أنه يتعين على البلدان الأعضاء بالمجموعة استباق هذا التحول الذي لا محيد عنه، وتكثير المكتسبات التي يمكن أن تحققها، مع العمل ما أمكن على تدبير التحديات التي ينطوي عليها.
وأكد المقال أن المغرب يعتبر اليوم فاعلا إقليميا كبيرا في مجال سلاسل القيمة العالمية لصناعة السيارات وصناعة الطيران، وكذا ترحيل الخدمات (الأوفشورينغ).
وأشار إلى أنه خلال سنة 2015، عرفت المملكة نقطة تحول مزدوجة بقدوم مصنع جديد للسيارات يتمثل في شركة (بيجو)، وتموقع قطاع صناعة السيارات باعتباره أول قطاع مصدر.
وذكر أن "انضمام المملكة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي تعد أول شريك اقتصادي وتجاري للمغرب بين المناطق الأفريقية، سيساهم في تحقيق تكامل أفضل للأنسجة الصناعية لمنطقة غرب إفريقيا وأوروبا من خلال الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وعمليات اللاتمكرز الصناعية".
واعتبر الموقع أن من شأن هذه القيمة المضافة المهمة التي يتيحها انضمام المغرب لمنظومات صناعية بغرب أفريقيا، التي لا تزال تعتمد على يد عاملة أقل تكلفة ، أن تتكامل مع الأرضية المغربية وتحقق أثرا جيدا للتنسيق بين الوافد الجديد وبلدان تربطه معها علاقات اقتصادية وثيقة أكثر فأكثر في مجالات عدة من ضمنها قطاع الأبناك.
وأشار إلى أن الاستراتيجية الصناعية للمغرب ستكون لها تأثيرات إيجابية مباشرة (عبر المناولة، والمقاولات المشتركة، وإحداث فرص الشغل)، وغير مباشرة (عبر التلقين والمحاكاة) على مجموع دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وأكد أنه بمساهمته في توسيع الأسس الصناعية لدول (سيدياو)، فإن المغرب لن يكون ذا فائدة في مجال الإقلاع المشترك فقط، وإنما سيكون قادرا على توسبع سوقه الخاصة.
وبخصوص العلاقات بين المغرب ونيجيريا، سجل الموقع الإلكتروني أن البلدين قد أرسيا شراكة استراتيجية تهدف إلى خلق خط أنبوب غاز سيتيح الرفع من حجم استغلال الفوسفاط ، ويمنح نيجيريا سبيلا للعبور نحو الشمال.
وخلص الموقع الإلكتروني إلى القول إنه "بالاعتماد على منطقة التكامل الاقتصادي التي تشكلها (سيدياو)، فإن هذا المشروع سيكون له وقع مضاعف، وسيجسد فكرة المصير المشترك التي يؤكدها قادة دول المجموعة وجلالة الملك محمد السادس".