سعيدة الرغوي مع حلول شهر"نونبر"، أمطرتنا السماء قطرا طيبا، بيد أنه كشف عن هشاشة البنية التحتية لمجمل مدن ربوع هذا الوطن العزيز، إذ أصبح المواطن مطالب بالغوص في المياه، ووضع ممرات ترقيعية للمرور متمثلة أحيانا في بعض الأحجار الكبيرة ، أو الأخشاب، و أحيانا بما تجود به الطبيعة السخية، التي عمل الإنسان على استنزاف خيراتها، والقضاء على بعض ثرواتها. وفي الآن ذاته الحقل "السياسوي" هذه المرة سيمطرنا، وكعادته مع اقتراب وحلول الاستحقاقات التشريعية بفيض من البرامج والوعود، والشعارات، برامج أرى أنها مشتركة بين جميع الأحزاب، وليست بجديدة عن المواطن المغربي، بيد أن الذي تغير هذه المرة هو طريقة الصياغة والعرض، إذ غزى الإشهار الحياة السياسية، وكثرت الإعلانات، فكل حزب سياسي تأهب وتجند لخوض غمار هذه الاستحقاقات بشتى الوسائل، بل الأدهى أن تطل علينا بعض الأحزاب ببرامج وتفتتح مداخلتها وبرنامجها بقولة: "لأول مرة في المغرب، أو بعبارة حزبنا هو الأول أو السباق..." فأضحينا أمام حرب للكلمات، فهل يا ترى هذه الكلمات التي يعتبرها أصحابها سبقا سياسيا، ستعمل على التخفيف من خضاتنا الاجتماعية المتنوعة؟ - هل ستترجم الوعود والبرامج المطروحة من قبل الأحزاب إلى أفعال حقيقية، أم أن حقيقة السحابة الانتخابية السخية ستعدل عن ما التزمت به بمجرد تححق مبتغاها. ولعل الملاحظ خلال هذه الاستحقاقات هو التركيز على الشباب كدينامية محركة وفاعلة في المجتمع، فهل سيقول الشباب كلمته، هل سينتصر صوت الشباب، أم أن هذه الأحزاب جعلت الشباب كطعم لتحقيق مآربها..؟ ولعل ما أثارني أكثر هو السماح بالتصويت عن طريق البطاقة الوطنية سواء القديمة، أو البطاقة الوطنية في حلتها الجديدة "البطاقة البيومترية"، وهذا لا محالة ينم عن تناقض كبير في سياساتنا، فحينما نعمد لطلب وثيقة معينة تصبح البطائق القديمة ملغاة، إذ نُطالب بتجديدها.. أما الآن أيها المواطن يكفيك امتلاك بطاقة وطنية تثبت هويتك وانتماءك... يا له من تناقض صارخ؟؟. لم إذن لا يُحترم حقي كمواطن عند اللجوء إلى الإدارات العمومية، أما أنني فقط عند احتياجهم لصوتي أصبح مواطنا؟؟. عالم غريب هو العالم السياسي بكل تناقضاته، بيد أنني أقول صوتي لن أمنحه لأحد لأنني أعرف قيمته.. ومع ذلك ورغما عن أنف المبتزين والمنتهزين أقول إنني مواطنة مغربية حرة. صحيح المرأة نادت بالمناصفة في الحقل السياساوي، وصحيح أيضا أن المرأة أضحت فاعلة في الحقل السياسي، فهل تساءلتم يوما عن مصير بعض النساء الأرامل، عن نساء يخضن غمار ومعتركات الحياة دونما أن يكون لهن سند، هؤلاء النسوة.. ما موقعهن في برامجكم،تحدثتم عن التشغيل، عن التعليم ، عن الصحة، عن التقاعد، وعن...وعن...بيد أنكم أغفلتم هؤلاء. أما تساءلتم أيضا عن وضعيات نساء وجدن أنفسهن عرضة لذئاب بشرية، عرضة للشارع "عن بنات الليل"، أهؤلاء لسن مواطنات، لما إذن لا تنتشلهن من بؤس واقعهن الذي أسهمت فيه سياسات سابقة بقصد، أو دونما قصد.. تتعدد ولا ريب مآسي مجتمعنا المغربي،وتعدد أيضا البرامج السياسية، فهل ستكونون عند مستوى تطلعات هؤلاء...هذا فيض من غيض وددت إخواني أن أتشاركه معكم عساي أجيد إجابات صريحة عنه... وإن كنت سلفا أمتلك الإجابة.