أكد نائب رئيس جمهورية الغابون، بيير كلافر ماغانغا موسافو، مساء الأربعاء بطنجة، أن الرؤية الجديدة للمغرب نحو إفريقيا تعد مبادرة جريئة وحاسمة من أجل علاقات شراكة شمال – جنوب أكثر توازنا وإنصافا. واعتبر ماغانغا، في كلمة خلال افتتاح الدورة العاشرة من منتدى ميدايز، أنه "منذ اعتلائه العرش، جعل صاحب الجلالة الملك محمد السادس من إفريقيا أولوية للدبلوماسية بالمملكة، ومن التعاون جنوب - جنوب ركيزة لشراكة متجددة بين الشمال والجنوب".
وسجل نائب رئيس الغابون أن "تجذر المغرب في القارة الإفريقية، الذي كان تجاريا وسياسيا وروحيا، يكتسي اليوم طابعا اقتصاديا واجتماعيا وإنسانيا، ينبع من استراتيجية شاملة من أجل القارة، بهدف نسج علاقات تعاون عريق ومتعدد الأبعاد"، لافتا إلى أن المملكة تتوفر على رؤية واضحة في مجال التنمية الإنسانية المشتركة ونقل الخبرات والكفاءات، وفق منطق رابح – رابح.
وشدد على أن المقاربة الجديدة للمغرب في علاقاته مع القارة الإفريقية أعطت معنى جديدا للتعاون جنوب – جنوب الذي من شأنه تشجيع التنمية المشتركة والقادر على تحرير نفسه من الممارسات التقليدية التي طبعت العلاقات شمال – جنوب، دون أن يفقد مكانته كشريك مفضل لأوروبا وبقية العالم.
وبعد أن استعرض مجموعة من اتفاقات التعاون بين المغرب والغابون، أكد ماغانغا موسافو على أن هذه الاتفاقيات ستمكن بلده من الاستفادة من التجربة والاستراتيجية المغربيتين اللتين أثبتتا نجاحهما في مجال محاربة الهشاشة ودعم مسلسل وضع مؤسسات الحكامة، خاصة على المستوى الترابي، ودعم الأنشطة المدرة للدخل، فضلا عن فك العزلة عن المناطق القروية.
وأضاف أن العلاقات المغربية الغابونية تكتسي أهمية رئيسية في استراتيجية التعاون جنوب – جنوب التي وضعها المغرب في إفريقيا، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي، بالنظر إلى أنه سيمكن من محاربة الفقر وتشجيع الحد من الهشاشة.
وبشكل أكثر شمولا، سجل أنه بالرغم من المؤهلات الهائلة والاستراتيجيات المتعددة والمخططات الوطنية للتنمية والرؤية التنموية الشاملة، لم تبلغ إفريقيا بعد عتبة الصعود المرجوة، لافتا إلى أن العديد من التحديات في المجال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي يتعين رفعها للاستجابة إلى متطلبات القارة.
وخلص إلى أنه "بالانطلاق من إفريقيا، بحكامة سليمة وإرادية واستباقية لحاجات الشباب الإفريقي التواق، سنخلق الرفاهية في كل الأرجاء من خلال التعاون جنوب – جنوب، حيث التقاسم، بما في ذلك الإنتاج، سيعوض الخصاص في المناطق الأقل خصوبة، من أجل محاربة أفضل للجوع والهشاشة، مع تفادي نهب الأراضي".
على صعيد آخر، أشار ماغانغا موسافو، إلى أن هذا المنتدى، الذي يشكل واحدة من التظاهرات الجيوسياسية والاقتصادية المنظمة في المغرب من طرف هيئة غير حكومية، فرض نفسه كملتقى جيواستراتيجي بإفريقيا والعالم العربي.
واعتبر أن هذه الدورة من منتدى ميدايز تركز على "ضرورة الرقي بالعلاقات بين البلدان الصاعدة والبلدان المتطورة بالجنوب، بهدف تشجيع تنميتها والحد من تبعيتها إلى القوى الاقتصادية العالمية الكبرى".
وتعرف هذه الدورة من المنتدى، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار "من انعدام الثقة إلى التحديات .. عصر الاضطرابات الكبرى"، مشاركة 150 متدخلا رفيع المستوى، و3 آلاف مشارك.
وسيسلط هذا الملتقى، على مدى 4 أيام، الضوء على التنمية بإفريقيا، سواء على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية، وأيضا على مكانة القارة في العالم وعلاقتها مع القوى الإقليمية بالشمال والجنوب.