ضحيتان يتلقيان طعنات سكين لتصفيتهما جسديا سجلت بمدينة الجديدة، مساء السبت الماضي، جريمتا دم بشعتان، خلفتا على التوالي امرأة ورجلا في حالة حرجة، مازالا يخضعان للعناية الطبية المركزة، بقسم الإنعاش لدى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة.
علم أن مواطنين حاصروا، في حدود الثامنة والنصف من ليلة السبت الماضي، رجلا كان في حالة هستيريا، بحوزته سكين من الحجم الكبير، كان ملطخا بالدماء، ويلاحق في نهج المغرب العربي، شابة في مقتبل العمر، كانت لا تقوى على السير، وكانت تنزف دما، إثر طعنات غائرة بالسلاح الأبيض، تلقتها في أنحاء مختلفة من جسدها.
وفور إشعارها بوقائع النازلة، انتقلت إلى مسرح الجريمة، الضابطة القضائية لدى مصلحة المداومة، التي كانت تؤمن مهامها الدائرة الأمنية الثالثة، وباشرت المعاينة على الضحية، التي كانت في حالة غيبوبة، ومضرجة في بركة من الدماء. واعتقل رجال الأمن المعتدي، الذي كان محاصرا بحشود غفيرة من المواطنين. وأبانت التحريات الميدانية أن المعتدي والمعتدى عليها، تربطهما منذ سنتين، علاقة الزوجية، وأن الزوج (26 سنة) الذي يشتغل نادلا بأحد المقاهي، كان استدرج زوجته (20سنة)، إلى المنزل الذي يقيم فيه، والذي غادرته منذ زهاء 6 أشهر، دون سابق إشعار، أو حتى الإفصاح عن الوجهة التي قصدتها، وانقطعت من ثمة أخبارها، وباشر الزوج بعض الإجراءات القانونية، إذ تناهى إلى علمه أخيرا أنها تقيم بمفردها بالجديدة، وبحث عنها إلى أن عثر عليها، وطلب منها العودة إلى بيت الزوجية، وعمد من ثمة إلى الانتقام منها، ووجه إليها طعنات غادرة بواسطة سكين من الحجم الكبير، أصابتها في رأسها، وفي أعضائها السفلى، وفي ذراعيها ويديها اليمنى واليسرى. وانتدب عناصر الأمن سيارة للإسعاف، نقلت الضحية، التي كانت تنزف دما وفي حالة غيبوبة، إلى مصلحة المستعجلات بمستشفى محمد الخامس، وأحالها الطبيب المداوم، نظرا لخطورة الإصابات والجروح، التي كانت تحملها، على قسم الإنعاش.
واعتقلت الضابطة القضائية الزوج المعتدي، وأحالته بمعية الإجراء المسطري الجزئي، للاختصاص، على خلية العنف ضد النساء، التابعة للمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، ووضع المحققون المشتبه به تحت تدبير الحراسة النظرية، من أجل تعميق البحث والتقديم. وأفاد مصدر أمني أن الزوجة المعتدى عليها، تتأرجح بين الموت والحياة، وأنه في حال ما إذا كتب لها عمر طويل، فإنها ستظل تعاني طيلة حياتها، من إعاقات جسدية مستديمة.
في سياق جرائم الدم، التي شهدتها عاصمة دكالة، نهاية الأسبوع الماضي، انتقلت الضابطة القضائية لدى الدائرة الأمنية الثالثة، التي كانت تؤمن مهام مصلحة الديمومة، فور إشعارها، على الثالثة من صباح الأحد الماضي، إلى قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي الإقليمي، وعاينت رجلا في حالة غيبوبة، كان يخضع للعناية الطبية المركزة، داخل قسم الإنعاش، وكان يحمل في مختلف أنحاء جسده، طعنات غائرة بواسطة سلاح أبيض، تعذر حصرها وتحديد عددها. وانتقل، عقب ذلك، المحققون إلى مسرح النازلة الإجرامية، بحي النرجس بعاصمة دكالة، وباشروا البحث والتحريات الميدانية، التي أسفرت عن الاهتداء إلى شقيقين، أحدهما متورط في جريمة الدم، وكذا، ظروف وملابسات ارتكابها. وحجز عناصر الأمن سلاح الجريمة، عبارة عن سكين متوسط الحجم، مكسر بفعل الاعتداء الشنيع بعدما تخلص منه الجاني في أرض خلاء. واعتقل رجال الأمن شقيق الفاعل الرئيسي، الذي كان بمعيته لحظة وقوع الجريمة، فيما ظل المتهم يحتمي داخل منزل الأسرة، الذي ضرب عليه رجال الشرطة حراسة أمنية مشددة، استمرت إلى غاية السادسة صباحا، وهو الوقت الذي بادرت فيه الضابطة القضائية، بناء على حالة التلبس، ووفق المادة 58 من قانون المسطرة الجنائية، باقتحام المنزل المستهدف بالتدخل، واعتقلت المتهم، وأحالته بمعية أخيه الموقوف، على المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، التي وضعته تحت تدبير الحراسة النظرية، لمواصلة وتعميق البحث، وتحديد ظروف وملابسات النازلة الإجرامية، التي وقعت فصولها الدموية في الشارع العام، وكادت تودي بحياة رب أسرة، يقيم بجوار المعتدي، بحي النرجس بالجديدة.