أكد سفير فرنسا بالمغرب، جان فرانسوا جيرو، مساء أمس الجمعة بالرباط، أن فرنسا لديها كل الثقة في نجاعة وشجاعة المسار الذي سطره المغرب برسم العقود القادمة، واصفا هذه الثقة بأنها أخوية وتتسم بالنصح والنضج. وقال السفير الفرنسي خلال حفل استقبال نظم بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني لفرنسا (14 يوليوز)، "لدينا الثقة في المسار الناجع والشجاع الذي وضعته المملكة بقيادة صاحب جلالة الملك محمد السادس، للعقود القادمة، سواء تعلق الأمر بالتعليم، أو العدل، أو الإقلاع الاقتصادي أو التنمية المستدامة، وكذا بشأن شراكتنا الاستثنائية".
وأشار إلى أن هذه الثقة "صقلتها المحن والمعارك التي خاضتها فرنسا والمغرب معا منذ الحرب العالمية الأولى"، لافتا إلى أن البلدين"لا يزالان في الوقت الراهن يسيران جنبا إلى جنب في كفاحهما المشترك ضد الإرهاب والظلامية، ومواجهة تحديات التغيرات المناخية".
وأبرز السفير الفرنسي أن "فرنسا تتقاسم، اليوم أكثر من أي وقت مضى، مع المغرب القناعة المتمثلة في أن تحقيق السلم والاستقرار يتأتيان بفضل التحرك والانفتاح على العالم والحوار والتضامن، وكذا من خلال مشاريع اقتصادية وإنسانية، لا سيما في إفريقيا حيث نعمل سويا على مواكبة التنمية في القارة".
وأكد، من جهة أخرى، أن بلاده تعتمد، في سياق عملها الرامي إلى المحافظة على كوكب الأرض، على حليفها المغرب، الذي يعد برأيه "بطل الطاقات المتجددة في إفريقيا"، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، اقترح مؤخرا بلورة ميثاق عالمي من أجل البيئة يجدد التأكيد على المبادئ الأساسية الواردة في القانون البيئي الدولي.
وأضاف، في هذا الصدد، أن ماكرون اقترح عقد قمة في 12 دجنبر المقبل بهدف اتخاذ تدابير جديدة لفائدة المناخ، خصوصا في شقها المتعلق بالتمويل.
من جانبه، أبرز رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، عمق الصداقة والشراكة القائمة بين المغرب وفرنسا، مجددا التأكيد على استعداد المملكة مواصلة توسيع مجالات هذه الشراكة متعددة الأبعاد، والمتجذرة في التاريخ والمتأسسة على الروابط البشرية والسياسية والثقافية والاقتصادية.
واعتبر العثماني، من جهة أخرى، أن زيارة ماكرون للمغرب بعد تنصيبه رئيسا للجمهوية، تعد "دلالة قوية على الأهمية التي يوليها قائدا البلدين في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية".
كما أعرب العثماني عن ارتياحه لعقد الاجتماع رفيع المستوى الذي سيعقد قريبا تحت شعار "المغرب-فرنسا-إفريقيا"، وهو ما سيشكل، برأيه، "فرصة للتأكيد من جديد على التقارب بين وجهات النظر والمقاربات المعتمدة من قبل البلدين لرفع التحديات التي يواجهها العالم اليوم، خاصة في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وجهود تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار على صعيد المنطقة برمتها".
يذكر أن هذا الحفل تميز بحضور ثلة من كبار المسؤولين الحكوميين وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في المغرب، علاوة على عدد من أفراد الجالية الفرنسية المقيمة في المغرب وفعاليات من المجتمع المدني.