شعب بريس- محمد بوداري(تصوير عابد الشعر) أعلنت ثلاثة أحزاب أمس الثلاثاء، عن تأسيس تحالف سياسي يحمل اسم "تحالف أحزاب الوسط"، و يتعلق الأمر بكل من حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، والعهد الديمقراطي والتجديد والإنصاف. زعماء الاحزاب الثلاثة المكونة للتحالف وحسب بلاغ التحالف، فإن هذا الأخير جاء "تتويجا لسنة من التنسيق المستمر والعمل المشترك في مجموعة من القضايا التي عرفها المشهد السياسي بالمغرب". ويهدف التحالف حسب نفس البلاغ إلى "تعبئة المواطنات والمواطنين لإنجاح الاوراش الإصلاحية الكبرى التي بدت ملامح خطوطها العريضة في الخطاب التاريخي لجلالة الملك يوم 9 مارس المنصرم وما تلاه من خطب ملكية دعت كلها إلى التزام الجميع بمقاصد العمل السياسي النبيل والاهتمام بانشغالات المواطنين المشروعة وحاجياتهم". عبد الصمد عرشان الأمين العام للحركة الديمقراطية الاجتماعية وسيشرع هذا التحالف في العمل المشترك والتنسيق الجماعي على المستوى التنظيمي والانتخابي وعلى مستوى العمل التشريعي وداخل المجالس المنتخبة جهويا ومحليا، كما سيسعى إلى المساهمة في انتخابات نزيهة وبروح ديمقراطية والعمل على تفعيل مضامين الدستور الجديد. وأكد عبد الصمد عرشان، الأمين العام للحركة الديمقراطية الاجتماعية، في تدخله أثناء الندوة الصحفية التي عقدها "تحالف أحزاب الوسط" مساء أمس الاثنين بالرباط، أن هذا التحالف يتموقع في الوسط حيث قال "نحن لسنا وسطا يمينيا ولا يساريا، لسنا متطرفين ولا محافظين نحن معتدلين"، وأضاف إن كل حزب سيحتفظ بخصوصيته وأن برنامج التحالف لن يكون موحدا 100%. نجيب الوزاني الأمين العام لحزب العهد الديمقراطي ويمكن للتحالف أن يلتقي مع "أفكار في اليمين وكذا مع أفكار في اليسار" يقول عبد الصمد عرشان، مضيفا "إننا نسعى لأن نكون تحالف وسط منسجم على اعتبار أن مرجعيتنا واحدة، ونضع برنامجا فيه العديد من النقط المشتركة بيننا مع الاحتفاظ بخصوصية كل حزب". وفي كلمت له أثناء الندوة، قال نجيب الوزاني، الأمين العام لحزب العهد الديمقراطي أن التحالف لم يأتي كرد فعل على التحالفات الأخرى والتي جاءت بمثابة تكتلات إقصائية تهدف إلى الاستحواذ والسيطرة والهيمنة على الساحة السياسية، وتحاول إيهام المواطنين بأنها أحزاب كبيرة في محاولة للرجوع إلى السلطة. شاكر أشهبار رئيس حزب التجديد والإنصاف وأضاف أن تحالف أحزاب الوسط ليس لديه "أي خلاف مع أي جهة"، وانه مفتوح أمام باقي الهيئات "شرط أن تتقاسم معنا بعض المبادئ"، وأضاف نجيب الوزاني أنه سيتم الإعلان عن البرنامج الانتخابي المفصل للتحالف في ندوة صحفية مستقبلا، معربا عن أمله في أن يحظى هذا التحالف بثقة الناخبين ويتموقع بشكل "قوي داخل المؤسسة التشريعية". جانب من الحضور من جانبه، أكد شاكر أشهبار رئيس حزب التجديد والإنصاف، على أن التحالف جاء في وقته ليملأ الفراغ الكبير الذي تعرفه الساحة السياسية، والتي تعرف هيمنة أحزاب "تريد إقصائنا وذلك عبر حرماننا من التمويل العمومي وفرض العتبات واحتكار الإعلام العمومي والاعتماد على الريع السياسي." هذه الأحزاب التي كانت سببا في تنامي الاحتجاجات وخروج شباب 20 فبراير للشوارع وتنامي اعتصامات قدماء المحاربين وباقي الشرائح الاجتماعية التي تعاني من الأزمة، لذلك يقول شاكر أشهبار لا بد من "بديل سياسي وتناوب سياسي بحيث يجب الانتقال من التناوب التوافقي الذي لم يعطي أي شيء إلى مرحلة التناوب الديمقراطي". وأضاف أشهبار أن التحالف "سيقترح برنامجا قابلا للتطبيق"، مضيفا " لدينا مرتكزات تميزنا عن باقي الأحزاب السياسية الأخرى"، التي تسعى إلى الجري وراء الكراسي والمقاعد البرلمانية، كما صرح أن قرار تشكيل هذه القوة السياسية يهدف إلى صياغة برنامج واضح يجيب عن مجموعة من القضايا كالامازيغية وسبل تفعيل مقتضيات الدستور الجديد من اجل دخولها الفضاء العمومي والتعليم والإعلام... وكذا تشغيل ذوي الشواهد عبر برامج للإدماج في الاقتصاد ودعم المقاولة الصغرى والمتوسطة للخروج من اقتصاد الريع وهيمنة الابناك.. والتأسيس للتضامن بين الأجيال وبين الفقراء والأغنياء وبين الجهات الغنية والفقيرة.. ومحاربة الفساد وإصلاح القضاء.. من أجل هذا يقول شاكر اشهبار فإن التحالف سيعمل، إذا أصبح في الحكومة، على فتح حوار وطني مع جميع الفئات ومع جميع المحتجين.. حوار ينخرط فيه جميع المغاربة للوصول إلى مشترك وطني لبناء مغرب جديد".