في محاولة لتطويق ازمة محتملة بينها وبين القيادة الفلسطينية، أجرت قطر اتصالات مع منظمة التحرير الفلسطينية لاحتواء أزمة التصريحات المنسوبة لأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد. واجرى وزير خارجية دولة قطر محمد عبد الرحمن آل ثاني اتصالا هاتفيا مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات.
وقال آل ثاني خلال الاتصال إن ما نسب للشيخ تميم وله شخصيا، "عار عن الصحة جملة وتفصيلا، ولا أساس له ".
وشدد وزير الخارجية القطري بأن "قطر تتعامل مع الشرعية الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني" مضيفا أن قطر "تبذل كل جهد ممكن لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، بين حركة فتح وحركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني، وتقديم كل ما هو ممكن لمساعدة الشعب الفلسطيني في كافة المجالات".
وتتعرض دولة قطر منذ مساء أمس إلى "تسونامي"، يمكن أن ينتهي بتحطيم كافة الروابط التي تجمعها بأشقائها العرب، وذلك بعد التصريحات التي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية القطرية على لسان حاكمها الأمير تميم بن حمد يشيد فيها بعلاقته مع إيران واسرائيل ويصف فيها "حماس" بالممثل الشرعي للشعب الفلسطيني .
كما نشرت وكالة أنبائها الرسمية على لسان وزير خارجية قطر طلبه سفراء بلاده بمغادرة كلا من السعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات، وهو ما نفته بعد ذلك قطر وأدعت أنه تم اختراق الموقع الرسمي لوكالتها ونشر هذه التصريحات على لسان أميرها ووزير خارجيته.
ويرى العديد من المتتبعين أن موقف قطر ليس غريبًا عليها خاصة بعد الصفعة التي تلقتها بالقمة العربية الإسلامية الأمريكية حيث تم تجاهل الأمير الشاب تمامًا، ولم يكن له أي كلمة ضمن الفعاليات وتم الإشارة لدور قطر في دعم الإرهاب خلال كلمة بعض القادة على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث دعا لمواجهة الدول التي تدعم الإرهاب إعلاميا وماديًا وتقدم له الدعم المعلوماتي إلى جانب الأسلحة.
وتعد قطر وتركيا أكبر دولتين تقدما دعما إعلاميا غير مشروط للجماعات المتطرفة وعلي رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي يعيش غالبية قيادته الهاربة من مصر في أحضان الدولتين.