نظم أمس الخميس حفل تكريمي في المقبرة العسكرية الفرنسية في كابل في منطقة زيلاند (جنوب غرب هولندا) حيث دفن مئات الجنود من ضمنهم العديد من المغاربة الذين سقطوا في المعارك التي دارت رحاها في سنة 1940 ضد القوات النازية. وقال سفير المغرب في لاهاي عبد الوهاب بلوقي في كلمة ألقاها بهذه المناسبة إن هذا الحفل ' يحمل الكثير من المشاعر لمغاربة هولندا".
وقال السفير إنه " بكثير من الفخر نأتي كل عام إلى كابل من أجل إلقاء تحية مستحقة ، على روح المقاتلين المغاربة الذين ساهموا في تحرير هولندا من النازيين"، مشيرا إلى أن " هذه فرصة تذكرنا بالدين الكبير الذي ندين به لهؤلاء المغاربة الذين غادروا بلدهم البعيد من أجل مساعدة الشعب الهولندي لاستعادة حريته وكرامته".
وقال بلوقي " لقد رووا بدمائهم تراب هذا البلد، وقبلوا الموت لإعطاء الحياة للآخرين" داعية ' الشعب الهولندي الصديق إلى مواصلة احترام واجب أحياء هذه الذكرى".
وأشار بلوقي إلى أن 85 ألف مقاتل مغربي ساهموا في انتصار الحلفاء على النازية والفاشية، تلبية لنداء جلالة المغفور له الملك محمد الخامس.
وقال الدبلوماسي المغربي ' إن التكريم المستحق الذي حظي به اليوم المغاربة الذين سقطوا في الحرب العالمية الثانية ينبغي أن يظل مستمرا ومتجذرا في الوعي الجماعي في هذا البلد ' مشيرا إلى أن ' واجب حفظ الذاكرة وهذا التاريخ المشترك يتعين أن يشجع القادة السياسيين والمجتمع المدني والصحفيين والمؤسسات التعليمية وصناع الرأي على تكريس بقناعة للقيم السامية التي طالما ميزت هولندا. يجب أن يتخلصوا من الشك وعدم الاكتراث تجاه التضحيات الجليلة التي قدمها المقاتلون المغاربة الذين سقطوا من أجل هولندا".
وقال بلوقي أيضا إن هذا الحفل التكريمي هو احتفال ' بالصداقة بين شعوب المغرب وهولندا وفرنسا المحبة للسلام والعدل والتسامح" مضيفا ' إنها أيضا لإظهار عزمنا القوي، والتزامنا الثابت ضد الهمجية وكراهية الأجانب والعنصرية وكراهية الإسلام ومعاداة السامية، التي تلحق العار بالإنسانية".
وأكد على ضرورة وضع " الهولنديين لأسس تعايش ذكي وحياة هادئة مشتركة ، في جو من الاحترام والكرامة لإنسانية الاشخاص ، بغض النظر عن دينهم، وأصولهم، ومعتقداتهم، أو سحنتهم".
وتدخل في هذا الحفل عدة شخصيات حيت كلماتهم شجاعة الجنود الذين قاتلوا مع القوات الفرنسية، داعية إلى إحياء ذكرى هؤلاء الرجال الذين عاشوا جميعا في جو من التسامح والاحترام المتبادل ومعتبرة أن تخليد ذكراهم واجب.
وبعد عزف النشيد الوطني الهولندي والمغربي والفرنسي ، تم وضع اكليل من الزهور ، بينما كان تلاميذ يؤدون قصيدة إحياء لذكرى الجنود الذين ضحوا من أجل الحرية والسلام.
وحضر الحفل عدد من أفراد الجالية المغربية في هولندا، وقدماء المحاربين بالحرب العالمية الثانية وسياسيين ودبلوماسيين وشخصيات عسكرية.