تنتشر البكتيريا والجراثيم في كل مكان، وتختبئ في الأماكن الضيقة التي يصعب الوصول إليها وتنظيفها، وتعيش وتتكاثر على الأدوات والأشياء التي نستعملها بشكل يومي، وبالتالي تصيب الكثيرين بالأمراض دون أن يدري أغلبهم السبب. وتكمن خطورة الأمر في أن تصل هذه الجراثيم إلى جسم الإنسان، وعلى الرغم من أن الإنسان يأخذ احتياطاته في التنظيف خاصة في تنظيف المرحاض مثلاً، إلا أن المفاجأة أن لوحة مفاتيح الكمبيوتر تحتوي على أكبر نسبة جراثيم وبكتيريا يمكن أن يتخيلها الإنسان.
وعكفت بعض الدراسات على إثبات الأمر، وأكدت دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد CBT Nuggets أن لوحة مفاتيح الحواسيب المحمول تحمل جراثيم أكثر ب 20 ألف مرّة من مقعد المرحاض، وتوصلوا إلى هذه النتيجة بعد إجراء العديد من الفحوصات والتحاليل.
وأوضح الباحثون، أنهم أجروا كشفاً على الأغراض الموجودة على مكاتب العمل، ليتمكنوا من معرفة كمية البكتيريا التي تحتويها هذه الأغراض التي خضعت للتحاليل المخبرية، مؤكدين أنه نتيجة التحاليل أظهرت أن أكثر شيء يحتوي على الجراثيم هي البطاقة الإلكترونية التي تحمل اسم الموظف والتي تحتوي على بكتيريا 243 مرة أكثر من لعبة حيوان أليف مليئة بالجراثيم، وأن لوحة مفاتيح الكمبيوتر جاءت في المرتبة الثانية ثم الهواتف المحمولة وأخيراً فأرة الكمبيوتر.
وكشف الباحثون عن أن نوع البكتيريا الأكثر انتشاراً في هذه الأغراض هو Gram-positive cocci، وهو نفس نوع البكتيريا التي تتسبب في الالتهاب الرئوي.
وفي ذات الصدد، أكدت دراسة بريطانية أن لوحة مفاتيح أجهزة الحواسب تعج بملايين الجراثيم والبكتيريا المضرة، فضلاً عن القطع القطنية التي تستخدم في تنظيفها، مشيرين إلى أنها تحتوي على ميكروبات تضر بالمعدة، وأخرى تتسبب في الإصابة بنزلات البرد.
ووفقاً لهذه الدارسة، التي نشرتها منظمة “ويتش”، فإن جراثيم لوحات المفاتيح أكثر من تلك الموجودة في مقعد المرحاض، بالإضافة إلى أنها تضم بكتيريا الفضلات البشرية وبكتيريا العنقوديات الذهبية.
وحلل الباحثون الأتربة والبقايا العضوية التي تتجمع أسفل لوحة مفاتيح الحواسب، ووجدوا أن أكثر من 56% من هذه الجراثيم تعود لمواد غذائية من الشوكولاتة والبسكويت وفتات الخبز وفتات الطعام والحلويات التي يتناولها الموظفين أثناء العمل.
وحذر الباحثون من الأمراض التي يمكن أن تنتقل عبر لوحة مفاتيح الحواسب، مؤكدين أنهم قد يصابوا بأمراض جلدية أو الدفتيريا أو الطفح الجلدي والأكزيما وعدوى الفطريات، والتهاب المعدة، والمريء، واضطرابات اللثة، والالتهاب الرئوي، والتهاب الكبد، وتسمم الدم، لافتين إلى أنه في حالة وجود جرح ما في الجلد لابد من أخذ الحذر اللازم لأن حينها تصل عدد الجراثيم والبكتيريا التي تملأها ما يزيد على 320 جرثومة في الإنش المربع.
ونصح الباحثون جميع الموظفين ومستخدمي أجهزة الكمبيوتر، بضرورة غسل اليدين قبل وبعد استخدام الكمبيوتر والماوس أيضا أو تنظيف لوحة المفاتيح بالطريقة التقليدية وهي قلبه إلى أسفل ونفض الجراثيم والغبار عنه.