لم يبق أمام النظام العسكري الجزائري ذو الواجهة المدنية المريضة من عمل يقوم به لإنقاذ الاقتصاد الجزائري سوى التسول على أبواب الاتحاد الأوروبي، وأمام ذهول الممثلة السامية لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، التي قامت بزيارة الأحد إلى بلاد النفط والغاز، قال رمطان العمامرة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، إنه على الاتحاد الأوروبي أن يرد الجميل للجزائر. وبدون حياء قال لعمامرة إن الجزائر ساهمت في رخاء أوروبا، ناسيا أن هذا البلد كان يبيع الغاز لأوروبا ولم يكن يتصدق عليها، ومع اتساع أسواق هذه المادة، التي تستغلها الشعوب الأوروبية كثيرا شرع الاتحاد في إعادة النظر في مصادر الاستيراد ومراجعة العقود المبرمة مما سيضر كثيرا الاقتصاد المريض أصلا للجزائر.
وعشية انطلاق المفاوضات حول الطاقة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي تحدثت وسائل إعلام إيطالية عن توجه روما إلى التوقف عن التزود بالغاز الجزائري لاعتبارات تتعلق بتوفر هذه المادة بشكل مريح في السوق الدولية.
ولم تفهم موغريني كلام لعمامرة عندما تحدث عن مساهمة الجزائر في رفاهية الشعوب الأوروبية، ونسي الوزير أن النظام العسكري كان يتقاضى مقابل ذلك أموالا طائلة لم يصرفها على الشعب المحروم، وإنما قسمها إلى أقساط جزء منها يذهب إلى حسابات سرية في اسم جنيرالات الحرب وقسط يذهب للمؤامرة ضد المغرب وقسط لإسكات الشعب، لكن لم يتم صرف دينار واحد على التنمية والاستثمارات.
كلام المسؤول الجزائري يعتبر تسولا واضحا أمام أبواب الاتحاد الأوروبي، وقد تعرف الجزائر أو لا تعرف أن القوة الاقتصادية الأوروبية مبنية على المصالح وليس على العواطف، وهي تتعامل مع البلدان على أساس الربح والخسارة وليس على أساس العلاقات التاريخية.