قال وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية الجزائري، عبد القادر مساهل، خلال نزوله ضيفا على حصة "حوار الساعة" بالتلفزيون الجزائري ليلة الأحد، إنه في ظل الأوضاع الخطيرة التي يعيشها "العالم العربي" الذي بات مستهدفا بالتقسيم، ومع تفشي ظاهرة الإرهاب ومحاولة تقسيم بعض البلدان العربية، "أصبح ضروريا القيام بإصلاحات جذرية للجامعة العربية كي تتأقلم مع هذه الأوضاع". وأشار في هذا الصدد، إلى أن "حل القضايا العربية يأتي دائما من الخارج، دون إشراك للجامعة العربية وللعرب عموما"، مما يؤكد ضرورة القيام بإصلاح حقيقي للجامعة العربية. كلام الوزير الجزائري مضحك للغاية لأنه صادر عن بلد لا يعير أي اهتمام لميثاق الجامعة العربية ولا الاتحاد الإفريقي، القاضية باحترام سيادة الدول. فمن غير المقبول أن يتحدث وزير جزائري عن رفضه لتقسيم الدول العربية، بينما تُصرف بلاده الملايير من أجل تقسيم المغرب وفصل شماله عن جنوبه، تحت مزاعم واهية.
من العيب أن يتحدث وزير جزائري عن رفض تقسيم الدول العربية وبلاده اقتطعت أرضا من صحرائها أقامت عليها مخيمات للمحتجزين قصد الاتجار بهم والمتاجرة بحياتهم، كما أقامت معسكرات لتدريب المرتزقة، الذين قاموا بقتل المغاربة، ولولا المال الجزائري والرشاوى التي تقدمها في المنتديات الدولية لكان حكام الجزائر يحاكمون اليوم بتهمة احتضان منظمة إرهابية.
من العار أن يقول وزير مثل هذا الكلام وبلاده صنعت دولة وهمية سمتها "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" ومكنتها من تمثيليات في العالم، بفضل عائدات النفط والغاز، وباعت المرتزقة الوهم مما عقد الحل السياسي بشأن الصحراء المغربية.
وزعم الوزير الجزائري أنه ضد التدخل الأجنبي في شؤون "الدول العربية"، بينما بلاده تصرف "كل ما لديها" من إمكانيات بهدف توسيع صلاحيات المينورسو بقرار من مجلس الأمن، أي إدخال المغرب تحت رحمة البند السادس، في أفق دخوله البند السابع وهو الذي يتيح للطائرات الأجنبية بقصف البلدان. هل هناك قمة في الوقاحة أكثر من ذلك؟ ألم يكن المغرب سيدخل ورطة لولا حكمة المؤسسات وحكمة جلالة الملك واستعداد الشعب لمسيرة غير خضراء؟