أكد الأكاديمي الأرجنتيني، أدالبيرتو كارلوس أغوزينو، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يقرن الأقوال بالأفعال في السياسة التضامنية التي تنهجها المملكة إزاء العديد من البلدان الإفريقية. وأوضح الأكاديمي الأرجنتيني، المتخصص في العلوم السياسية، في مقال نشرته وكالة الأنباء الأرجنتينية المستقلة "طوطال نيوز" أن "جلالة الملك محمد السادس ما فتئ يقدم الدليل تلو الآخر على انشغال جلالته بإفريقيا من خلال تدابير ملموسة تذهب أبعد من مجرد الأقوال". وسجل الخبير الأرجنتيني أن "الحضور القوي للمغرب في المساهمة في فض النزاعات التي تعرفها العديد من بلدان إفريقيا سواء من خلال المشاركة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، أو تقديم مساعيه الحميدة وخبرته الدبلوماسية، أو من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، والمنح الدراسية للطلبة، والمساهمة في تكوين الأئمة، أو إقامة مستشفيات ميدانية، ..كل ذلك يبين أن جلالة الملك محمد السادس يجعل الأقوال مقرونة بأفعال ملموسة". ولاحظ كاتب المقال أن سياسة المغرب تجاه إفريقيا تقوم على ثلاثة محاور أساسية تتمثل في تعزيز الأمن والسلام والالتزام الراسخ لفائدة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في إفريقيا وواجب التضامن. وفي هذا السياق، اعتبر أغوزينو، الأستاذ بجامعة جون إف. كينيدي ببوينوس أيريس أن مبادرة جلالة الملك محمد السادس المتمثلة في إقامة مستشفى ميداني متعدد التخصصات في جوبا، من أجل التخفيف من حدة الأزمة الانسانية التي يعاني منها جنوب السودان تعكس "الدور الريادي والطبيعي" للمغرب في تضامنه مع بلدان القارة السمراء. وأوضح أن هذا المستشفى الميداني المتطور، الذي تبلغ طاقته 30 سريرا قابلة للتوسيع إلى 60 سريرا ويضم 20 طبيبا متخصصا و18 ممرضا، سيقدم خدمات طبية في تخصصات مختلفة، من بينها طب الأطفال والطب الباطني والجراحة وطب القلب والعظام والمفاصل وطب الأسنان وطب العيون وطب الأنف والأذن والحنجرة. كما سيكون المستشفى مزودا بمختبر للتحليلات الطبية وبصيدلية تضم حزما من الأدوية المتنوعة. وتابع أغوزينو بالقول إن هذه المبادرات تنضاف إلى الزيارات المتكررة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لعدد من البلدان الافريقية لغرض تبادل وجهات النظر مع رؤساء الدول والزعماء السياسيين والقوى الحية في البلدان التي يزروها جلالته، وأيضا تشكل هذه الزيارات فرصة استثنائية للاطلاع عن قرب عن واقع وحاجيات الشعوب الافريقية. وحسب الخبير الأرجنتيني، فإن حضور المغرب في افريقيا سيأخذ بعدا جديدا عند عودة المملكة المرتقبة نهاية الشهر الجاري إلى كنف الاتحاد الافريقي خلال قمة الاتحاد المقرر انعقادها بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا. وأبرز كاتب المقال أن دينامية الديبلوماسية المغربية وحضورها القوي على الساحة الافريقية كان محط إشادة حتى من خارج القارة السمراء، كما عبرت عن ذلك مؤخرا دراسة أنجزها بيتر فام، نائب رئيس مجموعة التفكير الأمريكية المرموقة (أطلانتيك كاونسيل) ومدير (أفريكا سانتر)، والتي أكد فيها أن "المغرب، خلال السنوات الأخيرة، وتحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك، قام بجهود كبيرة من أجل إعطاء قوة ومضمون لعلاقات التعاون مع البلدان الافريقية". وأضاف أغوزينو أن المغرب يحقق النجاحات تلو الاخرى على اعتبار أن "المملكة أضحت من بين أكثر البلدان الافريقية أمنا وحكامة، بالاضافة إلى كونها حققت تقدما مهما على مستوى حماية حقوق الانسان بشكل عام والنهوض بأوضاع المرأة بشكل خاص". وخلص الخبير الأرجنتيني إلى أن المغرب، الذي عرف كيف يحافظ على استقراره أمام موجة الاضطرابات التي ضربت المنطقة، برهن على أنه قادر على السيطرة بنجاح على الأنشطة الإرهابية وأن يكون حليفا استراتيجيا سواء بالنسبة للبلدان الإفريقية أو الأوروبية في مكافحة ظاهرة الارهاب.