أكد رشيد لزرق، الباحث في العلوم السياسية والمتخصص في شؤون الأحزاب، أن رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران، يوجد الآن أمام عدة سيناريوهات لتشكيل حكومته المقبلة، وإخراجها إلى حيز الوجود، موضحا أن بنكيران مطالب بإيجاد تحالف يضمن لحكومته الاستمرارية والاستقرار من الناحية العددية. وأضاف لزرق، أن بنكيران، إذا أدخل حزب التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية إلى حكومته، واعترض على الاتحادين: الدستوري والاشتراكي، سيجد نفسه أمام "معارضات متعددة"، فحزب الاستقلال الذي أعلن مساندته لبنكيران،، سيعارض القطاعات التي سيشرف عليها حزب عزيز أخنوش.
أما حزب الأصالة والمعاصرة فسيقود المعارضة ضد الحكومة، والاتحاد الاشتراكي سيعارض سياسة بنكيران، وهنا تكمن خطورة السيناريوهات التي قد يتخذها رئيس الحكومة، دون التفكير في نتائجها على استقرار تحالفه المقبل، ويصير التمييع في عمل الحكومة والمعارضة معا "عنوان المرحلة" المقبلة، يؤكد رشيد لزرق.
وبالمقابل، يشير الباحث في العلوم السياسية، فإن السيناريو المحتمل والأقرب إلى الواقع، هو تشكيل حكومة من العدالة والتنمية وحزب التجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، والاتحاد الدستوري والتقدم والاشتراكية، زائد الاتحاد الاشتراكي، الفائز أمس بمنصب رئاسة مجلس النواب، لأن إعلان المساندة النقدية للحكومة من طرف هذا الحزب، غير مضمونة في المستقبل.
وخلص لزرق إلى القول: "إن خروج حزب الاتحاد الاشتراكي الحاصل على رئاسة مجلس النواب إلى للمعارضة، ستكون له خطورة على عمل المؤسسات، وعلى رئيس الحكومة التفكير بجد في نتائج تصوره لأي سيناريو، وأن يضع صوب عينيه نتائج كل الاحتمالات، دون أن ننسى ما ستسفر عنه نتائج الطعون المعروضة حاليا على المجلس الدستوري، والتي قد تترتب عنها فقدان مقاعد هامة في أغلبيته".
وعليه، فرئيس الحكومة، يضيف لزرق، أضحى ملزما بإدخال الاتحاد الاشتراكي إلى الحكومة المقبلة، لضمان استمرار واستقرار تحالفه وضمان اشتغاله بأريحية، وتفاديا لعرقلة مرور مشاريع القوانين وتجنب الوقوع في "بلوكاج" من نوع آخر، بعد الانتهاء من الأول المتعلق بتعثر تشكيل الأغلبية. ويرى لزرق أن هذا السيناريو هو الذي سيضمن للحكومة المقبلة الفعالية والاستمرارية وإعطاء دينامية للمشاريع الاقتصادية والتنموية وغيرها.
إلى ذلك، كان سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، قد صرح لبعض وسائل الإعلام الوطنية، أمس الاثنين، بعد انتخاب المالكي رئيسا لمجلس النواب، أن عبد الإله بنكيران، سيكمل مشاوراته لتشكيل الحكومة وأن الاتحاد الاشتراكي الآن غير معني بهذه المشاورات.