اعتبرت البرلمانية والقيادية بحزب العدالة والتنمية، آمنة ماء العينين، التحقيقات بشأن تهمة الإشادة بالإرهاب، التي تلاحق عدد من المنتسبين لشبيبة حزبهم، والذين يطلقون على أنفسهم "فرسان العدالة والتنمية" و"فرسان الإصلاح"، على خلفية تدوينات فايسبوكية تشيد بمقتل السفير الروسي بتركيا، مجرد رأي ولا توجب تحريك مسطرة المتابعة القضائية. وذهبت القيادية بالبيجيدي إلى أبعد من ذلك، قائلة عبر جدارها الفايسبوكي إن الأبحاث التي تجريها المصالح الأمنية المختصة مع عدد من شباب الحزب، ممنهجة وتستهدف إظهار حزب العدالة والتنمية كتنظيم "يفرخ حاملي الفكر الإرهابي" وأن الاعتقالات موجهة حصريا و بطريقة ممنهجة ضد مدونين و نشطاء منتمين لشبيبة العدالة و التنمية.
وقالت ماء العينين، إن "الاعتقالات تثير العديد من الأسئلة خاصة وأن بعضهم أعلن إدانته الصريحة لاغتيال السفير الروسي، واللجوء القاسي إلى تطبيق مقتضيات القانون الجنائي المتعلق بمكافحة الإرهاب يطرح سؤال الملاءمة في ظل وجود قانون الصحافة والنشر".
واستمرت ماء العينين في محاولة يائسة منها لإفلات المشتبه فيهم من المتابعة والعقاب، "إذا كان المقصود هو تصوير تنظيم شبيبة العدالة والتنمية كتنظيم يفرخ حاملي الفكر الإرهابي، فان الأمر مرفوض و مدان، وأضافت "يجب وقف منطق التخويف والترهيب وتعبئة مناخ غير ديمقراطي مفاده أن كل انتقاد للبلاغ المشترك لوزارتي الداخلية والعدل والحريات وطريقة تدبيره قانونيا وحقوقيا، هو بالضرورة دعم للإرهاب وتشجيع على الإشادة به"، حسب ماء العينين. ومن جهة أخرى أدلى خالد البوقرعي، الكاتب الوطني لشبيبة "العدالة والتنمية"، بدلوه في الموضوع قائلا ، أن "الاعتقالات التي طالت في الأيام القليلة الأخيرة عددا من أعضاء شبيبته على خلفية ما يسمى "الإشادة بمقتل السفير الروسي في تركيا"، انتقاما وانتكاسة خطيرة في مجال الحقوق والحريات ".
وأوضح البوقرعي، أن "القانون جاء لتقويم الاعوجاج وردع المخالفين وليس للانتقام من الناس، وبالتالي فمتابعة أعضاء الشبيبة بمقتضيات قانون الإرهاب هو انتكاسة خطيرة في مجال الحقوق والحريات حيث أنه ليس هناك تناسب بين الخطأ وطريقة المعالجة". وأضاف أن "شبيبة العدالة والتنمية لا تُسلم أبناءها، ولا تقبل أن تؤدي ضريبة نجاح مشروع العدالة والتنمية في المجتمع، ولا أن تقلم أظافرها، ولا نسمح أن يكون الانتماء إليها هو ظرف من ظروف التشديد"، وشدد على "أن استعمال تهمة الإشادة بالإرهاب وإلصاقها بأعضاء الشبيبة فيها ما فيها من انتقائية".
وكان عبد العالي حامي الدين، البرلماني والقيادي بحزب العدالة والتنمية، قد اعتبر أن الحملات التي شنتها جيوش العدالة والتنمية على روسيا مجرد انفعالات شباب مع الأوضاع التي تعيشها سوريا اليوم.
وفي إطار الحدث نذكر أنه سبق لعلي أنزلا أن تمت متابعته كذلك بقانون الإرهاب على خلفية نشره شريط الفيديو المنسوب لتنظيم القاعدة والذي يدعو للإرهاب وممارسة القتل بالمغرب، ودعت آنذاك العديد من الأصوات الفاعلة في الحقل الجمعوي إلى وجوب تطبيق القانون وضمان شروط المحاكمة العادلة ضد كل من تبث تورطه في هذه لأفعال المشينة المهددة لاستقرار الدولة والمجتمع.