ساعات قليلة تفصلنا عن اقتراع السابع أكتوبر، وهي لحظات يحاول فيها المرشحون بشتى أطيافهم تدارك ما فاتهم والسعي إلى القيام بكل ما من شأنه أن يشفي الغليل وتملك الانطباع بتأدية الواجب. هي إذن لحظات للسرعة النهائية قد تقلب الموازين وتخلط الأوراق، خصوصا لدى المترددين والمتوجسين. حزب العدالة والتنمية، الحزب المتحكم أو الحاكم، بدأ يفقد أعصابه وصارت تظهر على أقطابه وكتائبه النرفزة والتوتر والعصبية مما قد تحمله صناديق الاقتراع، بعد أيام من حملتهم الانتخابية العجيبة. عجيبة لأنها تفضح المستور وأوقعت في المحظور مخافة الأفق المنظور.
فما هي عجائب أنصار البيجيدي السبع التي طبعت حملتهم الانتخابية وتجمعاتهم الخطابية وحروبهم الإلكترونية:
أولا: تجسيد جميع الأدوار، من شعب ومعارضة وحُكم وحَكَم وضحية ومسؤول..وهي حالة مرضية تبرز درجات انفصام الشخصية؛
ثانيا: التعدي على الخصوم بشكل مُرعب والهجوم على أعوان السلطة بالضرب والجرح بشكل يُذكر ببلطجية بلاد الكنانة في مخيم رابعة العدوية، وهذه سلوكات لا يلجأ إليها إلا المندفع مستقبلا إلى شي ما؟
ثالثا: التهديد والوعيد والتحريض ونشر الإشاعات والأباطيل والافتراءات وتركيب الصور وتزييف الوقائع من طرف كتائب الحزب الإلكترونية التي تدّعي العفاف والخوف من الله وتجنب الذنوب والمعاصي وتحسب سلوك الصراط المستقيم؛
رابعا: التغرير واستدراج أمين عام حزب العهد للترشح ضمن لوائحها في مدينة الحسيمة، وهي مفارقة انتخابية عجيبة لا مثيل لها ستنضاف بدون شك إلى عجائب الدنيا السبع؛
خامسا : تجييش بسطاء البلاد وتلقفهم من الدواوير والقرى وحشرهم في الحافلات وسيارات نقل البضائع لحضور تجمعات السيد الرئيس، لتصوير ذلك في منظر الحشد الشعبي، وما أدراك ما الحشد الشعبي؟؟
سادسا: في عز الحملة الانتخابية، وربما استشعارا لما قد يأتي، يعلن رئيس الحكومة المنتهية ولايته أنه سيعتزل السياسة في حال لم يتصدر حزبه النتائج؟ هل هذه هي الديمقراطية، إما تصدر النتائج أو الاعتزال والاعتكاف وتبخيس الباقي، دون ذلك لا معنى له؟؟
سابعا: محاولة الاستقواء بالجهات الأجنبية ضد الوطن لتمكينه من السلطة بأي شكل من الأشكال عبر أزلام التنظيم المعلوم وأجهزته الإعلامية والتهييجية.