صادقت الهند بشكل رسمي، اليوم الأحد، على اتفاقية باريس للحد من التغير المناخي، وذلك على هامش الاحتفال بذكرى ميلاد "المهاتما غاندي"، الذي يعتبر الأب الروحي للأمة الهندية في العصر الحديث . وذكرت وسائل إعلام محلية أن قرار المصادقة على اتفاقية باريس بشأن التغير المناخي تم اتخاذه بعد مصادقة مجلس الوزراء الهندي في 28 شتنبر الجاري على هذه الاتفاقية الدولية.
وأضافت المصادر ذاتها أنه بهذه المصادقة، تكون الهند، التي تعد البلد الثالث في العالم من حيث إطلاق الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، قد انضمت إلى اتفاقية باريس بشأن الحد من التغيرات المناخية، ما يعد خطوة كبرى باتجاه تفعيل هذه الاتفاقية .
من جهتها، أكدت منظمة الأممالمتحدة، في بيان أصدرته اليوم الأحد، أن "الهند قامت، في شخص ممثلها الدائم سيد أكبر الدين، بإيداع وثيقة المصادقة على اتفاق باريس بشأن تغير المناخ لدى الأممالمتحدة".
وبإيداعها لوثائق التصديق، أصبحت الهند الدولة ال 62 التي توقع على اتفاق باريس للحد من التغيرات المناخية، لتصل نسبة البلدان التي صادقت على الاتفاقية حتى الآن إلى 51.89 في المائة، وتقترب بذلك من نسبة 55 في المائة المطلوبة لدخول الاتفاقية حيز التنفيذ قبيل المحادثات بشأن المناخ المزمع إجراؤها خلال قمة مراكش (كوب 22 ) في نونبر المقبل .
وكان الوزير الأول الهندي ناريندرا مودي أكد، الاثنين الماضي، أن "الوقت حان من أجل المصادقة على اتفاقية باريس للحد من التغير المناخي"، مؤكدا أن "الهند ستوقع على هذه الاتفاقية خلال ذكرى ميلاد المهاتما غاندي"، مبرزا أنه "تم اختيار هذا الموعد لأن غاندي كان مثالا يحتذى في كيفية العيش من دون إنتاج الكثير من الانبعاثات الغازية" .
وسيمكن توقيع الهند على هذه الاتفاقية، الذي يأتي بعد توقيع كل من الولاياتالمتحدة والصين أكبر منتجين للغازات الدفيئة، من تسريع العمل بالاتفاق التاريخي الذي تم التوصل إليه في دجنبر الماضي خلال قمة باريس حول التغير المناخي (كوب 21 ).
وتلزم اتفاقية باريس بشأن التغير المناخي، الدول الغنية والفقيرة بالعمل على الحد من ارتفاع مستويات الكربون، عبر تخفيض استخدام الوقود الأحفوري للحد من الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مئويتين مقارنة بالفترة التي سبقت الثورة الصناعية، من أجل القضاء على انبعاثات الغازات الناتجة عن النشاط الإنساني، المسبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري