هادئا وواثقا خرج علي بونغو أوديمبا منتصرا من تمرين مواطن صحيح أنه عرف نقاشا قويا، لكنه عزز موقعه في مسيرته جنبا إلى جنب مع مواطنيه على درب التنمية. "من تأنى نال ما تمنى"، هكذا يؤكد من لا يحب مجرد التلميح لإقناع منافسيه. وهو على مشارف الستينات، حظي علي بونغو أونديمبا الذي ولد ذات يوم من فبراير 1959 في برازافيل، بإعادة انتخابه لولاية ثانية من سبع سنوات سيخصصها للشباب والنساء والتغيير.
فبمجرد إعلان النتائج، صرح علي بونغو أنه "هذا النصر يفرض علينا أن نأخذ في الاعتبار كل تطلعات مواطنينا، وهي ليست تطلعات اجتماعية واقتصادية وحسب، وإنما سياسية ومؤسساتية أيضا".
ويعتزم بونغو الذي وصل السلطة سنة 2009، مواصلة العمل الذي سبق أن باشره في ولايته الأولى والرامي إلى جعل الغابون بلدا صاعدا في أفق سنة 2025. وهي مهمة سبق أن رسم معالمها عبر مشاريع مهيكلة متضمنة في المخطط الاستراتيجي "الغابون الصاعد".
ويخوض علي بونغو معارك ضد الفوارق والامتيازات غير المستحقة، ليفسح المجال أماما المساواة في الفرص والاستحقاق.
كما أطلق بونغو على درب التغيير والتنمية مسلسلا لتنويع الاقتصاد الوطني ليمكنه من التخلص من الارتهان للنفط، وذلك موازاة مع برنامج فلاحي تقوده المؤسسة الغابونية للإنجازات الفلاحية ومبادرات الغابونيين الملتزمين، الرامية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي.
ومع ذلك، فإن الرئيس المعاد انتخابه يؤكد على الدوام أن "أمامنا الكثير لنقوم به".
ويدعو هذا المحب للسلام والعدالة إلى انخراط الجميع في إطار الوحدة والتنوع السياسي، جاعلا من الديمقراطية ركيزة استراتيجية للتنمية البشرية.
وعلى مدى مساره السياسي، رسم علي بونغو الذي سبق وشغل منصب وزير للدفاع (سنوات 1989-1991 و1999-2209)، لنفسه مسار الرجل القيادي على الساحة الإقليمي والقاري والدولي.
ويعتبر علي بونغو مدافعا شرسا عن قضايا المناخ، وهو اليوم الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا. كما يرأس المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا.
وكما لخص هو نفسه صورة بلاده أمام مؤيديه والمتعاطفين معه عقب الإعلان عن الفوز في انتخابات 27 غشت الجاري، فإن "غابون الغد ستكون مزدهرة وأكثر تضامنا وفي سلام دائم. هذا السلام الغالي جدا على الشعب الغابوني".