تم، أمس الأربعاء 01 يونيو، بميناء طنجة المتوسط، افتتاح أول منصة لوجستيكية للتبريد بالمنطقة الحرة تحت اسم "فريو بويرتو" باستثمار مالي قدره 50 مليون درهم، وذلك من أجل تلبية احتياجات المصدرين والمستوردين للمنتجات الزراعية والبحرية، وهو ما سيعطي قيمة مضافة للصادرات المغربية وسيساهم في ضمان جودة المنتجات المصدرة. ويأتي هذا المشروع الاقتصادي الهام في إطار التعاون المثمر بين مستثمرين من المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية وإسبانيا، ويهدف إلى تشجيع المصدرين المغاربة للمواد الزراعية والمنتوجات السمكية وتقوية موقعهم في الأسواق الدولية، وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني.
وأبرز وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، في تصريح للصحافة، عقب حفل الافتتاح، أن هذا المشروع له أهمية حيوية بالنسبة لقطاعي الصيد البحري والفلاحة، مشيرا إلى أن هذه الخدمة اللوجستية تأتي لدعم التعاون بين وزارتي الفلاحة والصيد البحري والتجهيز والنقل واللوجستيك، وذلك لمنح القيمة المضافة للصادرات المغربية، وتحسين مردودية المصدرين والاستفادة من المنتوج الزراعي والبحري المغربي على نطاق أوسع، من خلال تقديم عرض جيد للفواكه والخضروات والمنتجات السمكية وتصديرها في ظروف مناسبة .
واعتبر الوزير أن هذا المشروع سيكون له وقع إيجابي ليس فقط على المغرب بل وأيضا على شركائه التجاريين، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، وسيمكن من تلبية حاجيات هذه الأسواق الأجنبية من المنتجات الزراعية والسمكية في الوقت المناسب وبجودة أفضل، وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات المغربية على الساحة الدولية.
ومن جهته، قال وزير التجهيز والنقل واللوجستيك عزيز رباح، إن المشروع يندرج ضمن الاستراتيجية الوطنية المرتبطة بالخدمات اللوجستية، التي تولي اهتماما خاصا للخدمات المتعلقة بالمواد الزراعية والبحرية لضمان تخزينها في ظروف مناسبة ومواتية، مبرزا أن هذا المشروع يهدف إلى دعم القدرة التنافسية للصادرات المغربية، من خلال إنشاء وحدة التخزين، خاصة بالنسبة للمنتجات القابلة للتلف.
وأكد الرباح في هذا السياق، أن هذه التجربة سيتم تعميمها على نطاق واسع لتشمل الموانئ المغربية الأخرى والأقطاب الفلاحية للمملكة، مشيرا إلى أن هذا المشروع من شأنه أن يمكن المغرب من كسب نقاط في التصنيف العالمي من حيث الخدمات اللوجستية والقدرة التنافسية للموانئ والاقتصاد الوطني.
ومن جانبه، أكد سفير الولاياتالمتحدة في المغرب، دوايت بوش، على أهمية هذا المشروع لدعم قيمة الصادرات المغربية، وتثمين المنتوجات الزراعية والبحرية للمملكة، مبرزا أنه يعد من ثمرات اتفاقية التجارة الحرة بين المغرب والولاياتالمتحدة ومخطط المغرب الأخضر .
وأوضح الديبلوماسي الأمريكي أن هذا المشروع يندرج ضمن برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالمغرب تحت اسم " التنافسية الاقتصادية للمغرب (2009-2014)"، والذي يعتبر أن الخدمات المتعلقة بسلسلة التبريد، والتخزين المكيف ونقل الحاويات المبردة تعد عناصر أساسية لتشجيع تصدير المنتجات الزراعية ذات القيمة المضافة العالية وتقليل الخسائر المرتبطة بهذا النوع من المنتوجات.
وبدوره، أشار الرئيس المدير العام لشركة "فريوبويرتو لطنجة " هشام القادري، إلى أن هذا المشروع يأتي لمواكبة دينامية حركة الملاحة التجارية التي يعرفها ميناء طنجة المتوسط، من خلال توفير منصة لوجيستيكية ضخمة بميناء طنجة المتوسط مخصصة للتبريد والتحكم في حرارة المنتوجات والبضائع، لضمان جودة المنتجات الغذائية الطازجة والمجمدة المهيأة للتصدير وتعزيز القدرة التنافسية اللوجستية للمملكة.
وأضاف أن المشروع في مرحلته الأولى، الذي أنشئ على مساحة 6500 متر مربع من ضمنها 5500 متر مربع مبنية، يحتوي على مرافق للتخزين بسعة تتجاوز 45 ألف متر مكعب وتتألف من 5 غرف للتبريد منها غرف خاصة بالمنتجات القابلة للتلف، و 3 غرف للتخزين لمدد قصيرة.
كما أن المشروع يشغل حاليا في مرحلته الأولى أيضا، حسب ذات المصدر، عشرين شخصا في أفق توفير 60 منصبا في الأفق المنظور مع انتهاء المرحلة الثانية من المشروع، التي ستبلغ الاستثمارات الخاصة بها 50 مليون درهم، مشيرا إلى أن الشركة تقدم للعملاء خدمات أخرى موازية تساهم في خفض التكاليف اللوجستية والنقل.
أما رئيس مجلس الرقابة للوكالة الخاصة طنجة- المتوسط فؤاد البريني، فاعتبر أن هذا المشروع الذي يندرج في إطار السياسة الاقتصادية الوطنية، يروم أيضا تنمية الصادرات الوطنية وتشجيع الإنتاج الزراعي والنقل البحري ويدعم العرض الخدماتي الذي يقدمه ميناء طنجة المتوسط، إضافة إلى مواكبة المشاريع الأخرى الخدماتية، التي أطلقت في هذه المنصة اللوجستية الساعية إلى دعم التجارة بين المغرب والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة.