كشفت مصادر صحفية، اليوم السبت، تفاصيل أخرى حول الطبيب العسكري المزور الذي الذي تم توقيفه، أول أمس الخميس، من طرف عناصر المركز القضائي 2 مارس، اثر مداهمة عيادة طبية، بإقامة الصباح سيدي مومن، حيث كان يزاول "مهنته" بعد ان علق على العيادة لوحة تشير إلى صفاته العسكرية والطبية.. وذكرت يومية "الصباح"، التي أوردت الخبر في عددها لنهاية الأسبوع، أن البحث المتواصل في القضية افضى على اعتقال دكتورة صيدلانية تزاول بشركة للأدوية تورطت في تزويد "الكبيب العسكري" المزور بالأدوية رغم ن القانون يمنع توريد الأدوية لغير الصيدليات، كما تم توقيف محاسب بالشركة نفسها تورط في صنع فواتير مزورة يمد بها المتهم.
ويأتي اعتقال المتهم، تضيف الجريدة، بعد معلومات سرية توصلت بها مصالح الدرك بشان شخص يدعي انه طبيب عسكري ويحمل رتبة عسكرية ويضع نياشين على كتفه، وهي المعلومات التي على أساسها فتح تحقيق معمق أفضى إلى عتقال المتهمين بعد نصب كمين لهم .
وقام دركيان، تقول ذات المصادر، بنصب كمين للمتهم بعد أن تقدمت سيدة مقدمة نفسها بوصفها والدة احدهما وقالت أنها أتعاني من المرض وقصدت الطبيب العسكري للعلاج، وخلال وجودهما عاينا الدركيان وجود لوحة على باب عيادة الطبيب المزور كما عاينا وجود صور لعسكريين لا علاقة له بهم، وشهادة طبيب بالدرك الملكي وهي الشهادة التي أثارت انتباههم .
وبعد التأكد من صحة المعلومات والاشتباه في المعني بالأمر، خرج الدركيان يحملان الوصفة الطبية المنجزة للسيدة، قبل أن يعودا رفقة عناصر المركز الفضائي ببذلهم الرسمية لانجاز مهمتهم وإلقاء القبض على الطبيب العسكري المزور.
وخلال عملية تفتيش العيادة، التي يقصدها يوميا عدد مهم من الضحايا، تم حجز أزيد من طن ونصف من الحقن والأدوية الفاسدة والمنتهية الصلاحية، بالإضافة إلى أختام تحمل رتبة رائد بالقوات المسلحة والدرك الملكي وطوابع صيدليات غير موجودة، كما تم حجز 1000 ورقة من أوراق التعاضديات..
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الطبيب كبد شركات التأمين خسائر كبيرة من خلال الملفات المزورة التي يهيئها، ويجري البحث الآن لكشف عمليات التواطؤ معه في تمرير ملفات التعويض، إذ انه كان يقتسم التعويضات مع ضحاياه..
وفور إيقاف الطبيب العسكري المزيف، اكتشف المحققون ان المتهم طبيب بالفعل وأنه مسجل في هيأة الأطباء، لكنه مهووس بانتحال صفة طبيب عسكري، لأنها تجلب الزبائن وتمنحه مكانة اجتماعية مرموقة..
كما كشفت الأبحاث عن انتهاء صلاحية الأدوية والحقن التي يحقن بها مرضاه، ليتم إيقاف صيدلانية ومحاسب يعملان بشركة للأدوية، تورطا في تزويده بأطنان من الأدوية منذ سنوات بواسطة فواتير مزورة وبالاستعانة بأختام صيدليات غير موجودة، تبنى على أساسها طلبات التزود.
وكتب الطبيب العسكري المزور على بطاقة زيارته أنه "طبيب عسكري، وطبيب مستعجلات متخصص في علم التشخيص والعلاج، وعلم الفيزيولوجيا، والباثولوجيا، بالإضافة إلى علم وظائف الأعضاء، وعلم الأمراض".
كما تشير البطاقة المعلقة على باب العيادة، أن الطبيب، ، البالغ من العمر 44 سنة والذي يشتغل مرتديا الزي العسكري عوض الوزرة البيضاء، حصوله على "دبلوم في الطب البديل، ودبلوم في الحجامة الطبية، ثم دبلوم في الكيمياء التركيبية والسريرية، بالإضافة إلى دبلومات أخرى في الجراحة العامة، والإنعاش والمستعجلات، وأمراض الأعصاب”، علاوة على “دبلوم المسالك التناسلية، والفحص بالصدى".
وتظهر لائحة طويلة في بطاقة المتهم، تضم التخصصات التي يمارسها، ضمنها الطب العام، والجراحة العامة، ثم الختان والحروق، بالإضافة إلى التجميل وأمراض النساء، والتوليد، وطب الأطفال، والأمراض المزمنة، والضغط، والسكري وبوزلوم، والروماتيزم، والأمراض الجلدية، والحساسية بالأنف والحنجرة، وأيضا حساسية الجلد...
كما تتضمن البطاقة، التي يظهر شعار القوات المسلحة الملكية على خلفيتها، أيضا ان المتهم متخصص في المسالك البولية، وأمراض العيون، والترويض الطبي، والعلاج النفسي، وإجراء الجراحة التقويمية والتجميل، وإزالة السمنة، والزيادة في الوزن، وتساقط الشعر، علاوة على زيادة حجم الثديين، والمؤخرة، وإزالة الكلف، وحب الشباب، وعلاج صلع الرجال..