أكدت وسائل إعلام إسبانية، نقلا عن مصادر استخباراتية، الأخبار المتداولة بشأن تورط قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية في عملية تهريب الكوكايين بمنطقة الساحل جنوب الصحراء. وتزامن تداول هذه الأنباء، تضيف جريدة العلم التي أوردت الخبر امس الاربعاء على بوابتها الالكترونية، مع إعلان السلطات الأمنية الموريتانية عن قيامها بإجراء عمليات واسعة للتتبع والرصد بمنطقتها الحدودية الشمالية الشرقية أفضت إلى ضبط حوالي طن ونصف من مخدر الكوكايين، وحجز سيارات رباعية الدفع، ووسائل لوجستيكية، وأسلحة خفيفة، إضافة إلى اعتقال العديد من المتورطين غالبيتهم ينتمون إلى البوليساريو.
كما كشفت السلطات الأمنية الموريتانية، تقول الجريدة، عن وقوع مواجهات مسلحة بين قوات الحدود وعناصر محسوبة على مافيا تهريب المخدرات، من بينهم موالين للبوليساريو، وذلك بمنطقة" تيرس زمور" (شمال موريتانيا)، لكنها لم تكشف عن وجود ضحايا أو إصابات في صفوف الجانبين.
وأكدت نفس المصادر الإعلامية الإسبانية، حسب الجريدة ذاتها، أن بلدة" بوكربة" (شمال تندوف) أصبحت القاعدة الخلفية لنشاط مافيا المخدرات، ومركزا لتخزين الكوكايين الذي يتم جلبه وشحنه من البواخر الراسية بالمحيط الأطلسي وعبر السواحل الغربية الموريتانية، وبتنسيق مع مهربين جزائريين وموريتانيين وماليين.
وأكدت الجريدة، استنادا على ذات المصادر، أن فضيحة تورط عناصر البوليساريو في تجارة وتهريب المخدرات، أرخت بظلالها على قيادة الجبهة الانفصالية، التي سحبت البساط من وزير دفاعها "لمين البوهالي" وجردته من حقيبته الوزارية.
يشار إلى ان مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للتحليلات والدراسات الاستراتيجية، اصدرت مؤخرا تقريرا مطولا، كشفت من خلاله تورط قيادة البوليساريو في تهريب المخدرات وتحويل عائداتها إلى شراء واقتناء الأسلحة وتجهيز المليشيات والجماعات الإرهابية المسلحة، التي تنشط بمنطقة الساحل جنوب الصحراء.
كما كشف ذات التقرير عن وجود علاقة قوية بين قيادة البوليساريو وأباطرة المخدرات بدول أمريكا اللاتينية.
ودعت المؤسسة في ختام تقريرها المنتظم الدولي إلى التدخل العاجل للحد من انتشار الجماعات المسلحة الإرهابية والمتطرفة المدعمة من طرف تجار وأباطرة المخدرات الموالين لقياديين في جبهة البوليساريو، راكموا خلال السنوات الأخيرة ثروات ضخمة.