يواصل تلاميذ الثانوية الوحيدة بجماعة "افلا اغير"، وفعاليات جمعوية بالمنطقة، برنامجهم الاحتجاجي ضد القرار التعسفي الذي اتخذه المندوب الجهوي للتربية الوطنية بتزنيت والقاضي بإغلاق المؤسسة وتوزيع تلامذتها على مؤسسات تبعد بحوالي 30 كلمترا على الجماعة.. وأفاد بلاغ للمحتجين أن البرنامج الاحتجاجي يتضمن، بالاضافة إلى الوقفة الاحتجاجية الإنذارية المنظمة أول أمس الأحد أمام مقر الثانوية الإعدادية على الساعة العاشرة صباحا، التوقف عن الدراسة بالنسبة للثانوي التأهيلي والثانوي الإعدادي اليوم الثلاثاء 24 ماي الجاري، بالإضافة إلى التوقف عن الدراسة بما فيه الابتدائي يوم غد الأربعاء .. وفي إطار هذا البرنامج الاحتجاجي التصعيدي، يضيف ذات البلاغ الذي توصلت تلكسبريس بنسخة منه، ستنظم مسيرة إلى مقر المديرية الإقليميةبتزنيت وعمالة تيزنيت والأكاديمية والولاية سيحدد وقتهما لاحقا، كما تقررت مقاطعة الامتحانات الإشهادية والتمدرس عموما وتوقف التلميذات والتلاميذ عن متابعة الدراسة بالتأهيلي.. ويأتي هذا المسلسل الاحتجاجي للتلاميذ وساكنة المنطقة بعد تمسك نائب التربية والتعليم بتزنيت بقرار إغلاق الثانوية الواحدة بجماعة افلا اغير، رغم احتجاجات الساكنة وممثليهم الجماعيين والبرلمانيين ورغم اقتراحات المصالح الولائية في شخص عامل عمالة تزنيت الذي حث الجميع على ضرورة إيجاد حل للتلاميذ وعدم تنفيذ هذا القرار الذي سيحرم غالبيتهم من التمدرس.. وكانت جمعية "ازغار للتنمية والتعاون" ورئيس جماعة "افلّا إيغير" القروية وأعضاء الجماعة قد اجتمعوا بالنائب الاقليمي للتعليم بمقر العمالة بحضور عامل عمالة تزنيت والكاتب العام للعمالة، لمناقشة الموضوع والتوصل إلى حل يرضي الجميع وقد دافع عامل تزنيت عن التلاميذ واقترح تخصيص النقل لبعض الاساتذة لسد الخصاص الحاصل خاصة بالنسبة للرياضيات والفيزياء والSVT (علوم الارض والحياة) إلا ان النائب الاقليمي لوزراة التربية الوطنية تشبث بقرار إغلاق المؤسسة مستندا في ذلك إلى ما يشترطه برنامج "مسار" بضرورة توفر المؤسسة على 120 تلميذ على الاقل للابقاء عليها بالمنطقة، حسب تعليلاته.. وما دامت المؤسسة لا تتوفر إلا على 97 تلميذة وتلميذا فإن السيد النائب ابلغ الجميع بأن المؤسسة سيتم إغلاقها مع نهاية هذه السنة الدراسية، ليتم توزيع التلاميذ والتلميذات على مؤسستين تقعان على بعد 30 كلم و 20 كلم على التوالي والمتواجدتين بكل من تافراوت وأيت وافقة.. وفي غياب الطرق ووسائل المواصلات وما تعاني منه المنطقة من انعدام للبنيات التحتية، وبالنظر إلى ما تشكله الخنازير البرية من خطورة على ارواح التلاميذ فإن جزءا من هؤلاء سيتم حرمانهم من متابعة دراستهم بعيدا عن جماعتهم، خاصة الفتيات اللائي ستضطر عائلاتهن لإبقائهن في المنازل في ظل ثقافة محافظة لا تسمح للبنات بالمغامرة بعيدا عن الوالدين خوفا من تعرضهن للتحرش أو الاغتصاب.. يشار إلى ان النائب البرلماني عن المنطقة ونائب رئيسة لجنة التعليم والثقافة والاتصال، سبق له ان راسل وزير التربية الوطنية والتكوين المهني بشأن هذا الموضوع، حيث التمس منه الاستجابة لرغبات جمعية آباء وأولياء التلاميذ والمجتمع المدني بخصوص قضية الثانوية الاعدادية افلا إغير بجماعة أفلا إيغير دائرة تافراوت إقليمتزنيت.. والتمس النائب البرلماني من الوزير "الابقاء على تمدرس الفتيات بالاعدادية دون نقلهن إلى تفراوت نظرا لبعد المسافة من جهة ولضعف الوضع الاجتماعي لدى الاباء وأولياء امور التلميذات خاصة ان الجماعة تعيش هشاشة في كل بنياتها ولا قبل لهن بالانتقال والتنقل مما سيدفعهن إلى الانقطاع بصفة نهائية عن الدراسة مما سيساهم بطريقة مباشرة في الهدر المدرسي الذي نسعى جميعا للقطع معه بكل السبل"، يقول النائب البرلماني، ملتمسا من وزير التربية "التفاعل مع رغبات الساكنة.. خدمة للمنظومة التعليمية في أقصى تجلياتها".