قال المؤرخ والباحث الباراغواياني لويس أغيرو واغنر أن الوقائع "التاريخية والسياسية" تؤكد أن "الصحراء مغربية كما كانت كذلك على الدوام". وأضاف ا واغنر، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، الاثنين الماضي على هامش مشاركته في أشغال الدورة ال27 لمنتدى كرانس مونتانا (17 إلى 22 مارس بالداخلة)، أنه "لا يوجد أي تبرير شرعي ومتين يجعلنا نعتقد العكس. الصحراء مغربية على الدوام"، مبرزا أن النزاع بشأن مغربية الصحراء ليس سوى "إرث للحرب الباردة".
وشدد الكاتب الباراغوياني، الذي نشر مؤخرا كتابا يحمل عنوان "الصحراء المغربية ما وراء الصحراء الغربية" تم تقديمه أمس بالدار البيضاء، أنه "وبعد الأبحاث والتحريات القائمة على الكتب والوثائق التاريخية التي تعود لحقبة المرابطين، أصبحت على يقين أكثر من أي وقت مضى على أن موقف المغرب شرعي وأن الصحراء شكلت على الدوام جزءا من ترابه".
وأكد في هذا الإطار، أنه عاين خلال مختلف تنقلاته إلى المملكة، "إجماعا واضحا" حول مغربية الصحراء، مبرزا أن "هذا الإجماع يعد عنصرا يشكل قوة موقف المغرب في مواجهة الانقسامات التي تقوض صفوف الانفصاليين".
من جانب آخر، يلاحظ الباحث، فإن "الحجج" التي تقدمها "البوليساريو" والجزائر لمعاكسة سيادة المغرب على صحرائه لا تعدو أن تكون مجرد "أكاذيب وأطروحات لا أساس لها"، مسجلا أن العديد من البلدان خاصة في أمريكا اللاتينية تصدق، للأسف، هذه الأكاذيب وتدير ظهرها للشرعية الدولية .
كما اتهم السيد واغنر، وهو أيضا صحافي له عدة مقالات تحليلية للوضع في المنطقة المغاربية، الجزائر بعرقلة المسلسل الرامي إلى إيجاد حل للنزاع المفتعل حول الصحراء، مؤكدا أن "الجزائر تسعى لإطالة أمد النزاع لأن لها مصالح في المنطقة".
وأوضح في هذا الصدد أن الجزائر، التي تحتضن على ترابها مخيمات تندوف، تضخم عدد المحتجزين في هذه المخيمات، من خلال تقديم الآلاف من مواطنيها ومن جنسيات أخرى على أنهم صحراويون للحصول على مزيد من المساعدات الإنسانية الدولية، مذكرا بالتقرير الأوروبي الذي يتهم الانفصاليين باختلاس المساعدات الإنسانية الموجهة للمحتجزين قبل تسويقها في أسواق المنطقة.
واعتبر أن الجزائر تتنصل من مسؤولياتها في حماية وتقديم المساعدة الضرورية لهؤلاء الأشخاص، الذين يعيشون في ظروف هشة وغير إنسانية، مشيرا إلى أن معاناة الصحراويين في مخيمات تندوف أضحت مصدر اغتناء بالنسبة للعديد من المنظمات غير الحكومية بأمريكا اللاتينية، ومسجلا أن هذه المنظمات تستخدم نفس نمط اشتغال المنظمات غير الحكومية الإسبانية.
وسجل، من جانب آخر، أن مخطط الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة كقاعدة لحل سياسي نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء، قد حظي عاليا بترحيب المجتمع الدولي ومنظمة الأممالمتحدة كمبادرة "جادة وذات مصداقية "، ملاحظا أن أي حل خارج هذا المخطط سيبوء بالفشل.
وفي الموضوع ذاته، وفي رد على تصريحات الأمين العام الأممي بان كي مون خلال جولته الأخيرة في المنطقة، اعتبر السيد واغنر أن الأمر يتعلق بتصريحات لن تساعد على المضي قدما في اتجاه إيجاد حل لهذا النزاع، مضيفا أن تصريحات المسؤول الأممي تتناقض مع قرارات مجلس الأمن الدولي .