دعا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية البرتغالي سابقا باولو بورتاس، اليوم الجمعة بالداخلة، أوروبا إلى الرهان على المغرب على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وقال بورتاس، في كلمة خلال لقاء مناقشة حول "الكرامة الانسانية" نظم في إطار فعاليات منتدى الدورة السابعة والعشرين لمنتدى كرانس مونتانا المنعقد بالداخلة (17-22 مارس)، على أوروبا أن تفهم أن استقرار المغرب العربي هش، وأنه يتعين عليها، بدون أي غموض، أن تراهن على المغرب، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا".
وعلل هذه الدعوة الموجهة إلى الدول الأوروبية بكون المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يمثل النموذج الوحيد للاستقرار السياسي والتسامح الديني والنمو الاقتصادي بالمنطقة.
وأورد أساسا إضافيا لهذه الدعوة يتمثل في المقاومة التي يبديها الاقتصاد المغربي في مواجهة الأزمات المالية بفضل تعدد مصادر الثروة وأداء القطاع الخاص.
وبخصوص افريقيا، قال بورتاس إن تحليل التغيرات الجغرافية السياسية للموارد الطبيعية، والخوف من العولمة حتى حينما يتعلق الأمر بالاقتصادات العالمية الأكثر ليونة كالاقتصاد الامريكي، يبرز المفاجأة الجيدة التي تنتظر القارة السمراء خلال القرن الحالي.
وأوضح أن أمام افريقيا مختلف الحظوظ لتحقق نجاحا اقتصاديا، "إذا تحملت الدول والمنظمات الافريقية بشكل كامل قيمة الاستقرار السياسي"، مشيرا إلى أن الاستقرار السياسي والأمن القانوني والانفتاح الاقتصادي عوامل ستمكن القارة الافريقية من النجاح الاقتصادي خلال القرن الحالي.
وبشأن سوريا، أوضح السياسي البرتغالي أن السياسية الأوروبية بشأن سوريا "خطأ كبير، في ظل عجز شامل للمجتمع الدولي على هذا المستوى"، داعيا الى ايجاد مخرج سياسي لمضاعفات أزمة اللاجئين "المنبثقة من رحم الأزمة السورية"، وانتشار الخلايا المتطرفة وانتقالها الى الغرب، وتوظيفها للشباب من أجل القيام بأعمال إرهابية.
وقد افتتحت، صباح اليوم بالداخلة، أشغال الدورة ال27 لمنتدى كرانس مونتانا، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك بحضور أزيد من ألف مشارك، بينهم نحو 850 شخصية أجنبية يمثلون 131 بلدا و27 منظمة إقليمية ودولية.
وتستكمل دورة هذه السنة من منتدى كرانس مونتانا النقاش بشأن عدد من القضايا، لا سيما تلك المتعلقة بالقارة الإفريقية والتعاون جنوب - جنوب للتفكير في السبل الكفيلة بتسهيل الاندماج العالمي لإفريقيا وتعزيز نموها وتنميتها الاقتصادية والاجتماعية.
وتتضمن أشغال هذه التظاهرة، على الخصوص، 15 محورا تعقد بشكل متواز، وتتركز حول "الأمن الغذائي" و"الأمن الطاقي" و"الأمن الإنساني" و"المرأة والحكامة بإفريقيا"، و"الدور الجديد والمتنامي للجهات" و"القادة الدينيين والتربية على حماية البيئة" و"التربية مفتاح المستقبل" و"الصحة العمومية محط انشغال الجميع