جاءت مسيرة يوم الأحد بالرباط للتنديد بتصريحات بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، بخصوص الصحراء، التي كانت منحازة مباشرة لأطروحات الجزائر والبوليساريو، (جاءت) لاختبار الوطنية ليس من باب التشكيك ولكن من باب "بلى ولكن ليطمئن قلبي"، وهكذا اطمأن قلب المغاربة جميعا بأن المغاربة من الشمال إلى الجنوب مجمعون على مبدأ واحد: الصحراء مغربية ولا سقف فوق الحكم الذاتي. لكن إجماع المغاربة يتم دائما خرقه من قبل "شواذ" السياسة، الذين يزعجهم خروج المغاربة للشارع، وخصوصا جماعة العدل والإحسان والنهج الديمقراطي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان. مجموعات بشرية تعلم المغاربة عقوق الوطن وهذا غير موجود إلا في الحركات التي تمارس الارتزاق والعميلة للأجنبي.
فالعهد الذي بيننا وبينهم حب الصحراء ومن أبى فقد كفر بالوطن. كانوا ينتظرون فشلا لهذه المسيرة التي قاطعوها، لكن هذا الشعب عظيم قد يختلف في كل شيء إلا في ثوابت الوطن، التي لا يمكن أن تكون عرضة للمزايدات السياسية. والذي أزعجهم أكثر أن نداء المسيرة صدر 24 ساعة قبل انطلاقها وجاء الناس من كل فج عميق يلبون "نداء الوطن" مثلما لبوه سنة 1975 عندما خرجوا عن بكرة أبيهم مرددين "الصحرا ديالنا واسبانيا مال بوها".
الخونة لا يعرفون معنى الوطنية ولم ولن يذوقوا حلاوتها، التي تدفع الشرفاء إلى الاستشهاد من أجل الوطن. هذه الحشود الهائلة والأمواج البشرية التي خرجت بالرباط أعمت عيون أتباع المجموعات المذكورة، حيث انبرى أحد أٌغيلمة العدل والإحسان ليقول إن المسيرة لم تتجاوز 80 ألف مواطن. لنفرض أن العدد صحيح. أليس من حق 80 ألف مواطن أن يحتجوا ضد بان كي مون؟ لكن هيهات هيهات: الذين خرجوا أزعجوا هؤلاء الخونة.
ليس مستغربا هذا الموقف. فالنهج الديمقراطي هو وريث منظمة إلى الأمام التي ساندت البوليساريو والجمهورية الوهمية وكانت قيادتها تبعث برقيات التهنئة لعبد العزيز من داخل السجن، وأصر النهج على قراءة رسالة زعيم المرتزقة في مؤتمره. أما العدل والإحسان فمفهومها للوطن ملتبس جدا فهي تؤمن بالخلافة أما المغرب فليس سوى قطرا من أقطار الخليفة.