يعكس المستشفى العسكري الميداني بواويزغت، الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس تعليماته السامية لإقامته من أجل الوقوف إلى جانب ساكنة المناطق المعزولة جراء سوء الأحوال الجوية، حرص جلالته الموصول على العناية بصحة ساكنة المناطق الجبلية التابعة لإقليمأزيلال والمتضررة من موجة البرد. ويجسد المستشفى الميداني إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في تقديم وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين بهذه المناطق النائية وتسهيل ولوجهم إلى الخدمات الصحية الأساسية ، كما يعكس العناية السامية التي مافتئ جلالته يوليها لساكنة المناطق القروية والجبلية التي تواجه خلال هذه الفترة من السنة ظروفا مناخية صعبة.
ونتيجة لهذه الظروف المناخية ، تأتي التعليمات الملكية السامية القاضية بإقامة هذا المستشفى العسكري الميداني ليعزز الخدمات الصحية من خلال نهج سياسة القرب تجاه ساكنة المناطق الجبلية ، واتخاذ الإجراءات الضرورية للتخفيف من آثار موجة البرد والتساقطات الثلجية.
ويعمل هذا المستشفى الميداني على استقبال المرضى وتمكينهم من الخدمات الطبية اللازمة، وبالتالي فك العزلة عن ساكنة الدواوير التي تجد صعوبة في التنقل إلى المراكز الصحية والمستشفيات بالمدن المجاورة.
وقال الطبيب الرئيسي للمستشفى العسكري الميداني الكولونيل عبد الصمد موعاشور، إن هذا المستشفى ، الذي أقيم بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية ، والذي انطلقت الخدمات الاستشفائية به يوم 18 فبراير الجاري، يستقبل بشكل يومي ما بين 300 و350 مريضا من ساكنة الدواوير التابعة لتراب إقليمأزيلال.
وأوضح أن هذا المستشفى، الذي يتوفر على عدة مرافق صحية منها 30 سريرا استشفائيا وغرفة للجراحة، يعمل على استقبال المرضى ويقدم لهم خدمات طبية في عدد من التخصصات من قبيل طب العيون والقلب والشرايين والجلد وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض النساء والتوليد وجراحة العظام والمفاصل وطب الأنف والأذن والحنجرة.
وأضاف أن المستشفى الميداني، الذي يضم طاقما طبيا يتألف من 19 طبيبا متخصصا وممرضين وفريق للدعم والمواكبة ، يتوفر أيضا على مختبر للتحاليل الطبية المتداولة يوميا ووحدة للأشعة والفحص بالصدى تساعد في الكشف عن الأمراض الباطنية للمرضى، كما يحرص على تقديم الأدوية وخدمات طبية أخرى، مبرزا أن الطاقم الطبي للمستشفى شرع ، منذ السبت الماضي، في إجراء عمليات جراحية همت ، على الخصوص، الجراحة العامة واستئصال المرارة وجراحة العيون.
وأشار إلى أن أغلب الحالات المرضية المتوافدة على المستشفى لها ارتباط مباشر بالبرد كأمراض الجهاز التنفسي والروماتيزم وأمراض الجلد والأمراض المزمنة التي تتأثر بعامل الطقس ، مبرزا التعبئة الشاملة للطاقم الطبي وعمالة إقليمأزيلال والمصالح الأمنية لنجاح هذه المهمة الإنسانية وتقديم خدمات طبية في ظروف جيدة.
من جانبها، عبرت ساكنة المناطق الجبلية (واويزغت وتكلفت وأنركي وأيت اقبلي وزاوية أحنصال وأيت بوكماز وأيت امحمد ...)، التي توافدت في الأيام الأولى من إقامة هذا المستشفى، عن ارتياحها وسعادتها الغامرة للالتفاتة الملكية السامية والرعاية المولوية التي حظيت بها هذه المناطق خاصة في ما يتعلق بتقديم خدمات طبية متعددة التخصصات وتوزيع المساعدات الغذائية لفائدة ساكنة الجماعات الترابية القروية والجبلية المتضررة من موجة البرد القارس.
يذكر أن جلالة الملك كان قد أعطى، تعليماته السامية، لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، بأن تعمل بشراكة مع المصالح الطبية للقوات المسلحة الملكية، على الوقوف إلى جانب ساكنة أنفكو وأزيلال وتنغير ، المتضررة من موجة البرد القارس ومن الثلج.