انعقدت أمس الثلاثاء بمسقط، الدورة الثالثة للمشاورات السياسية بين المملكة المغربية وسلطنة عمان، وذلك برئاسة الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيدة امبركة بوعيدة، وأمين عام وزارة الخارجية العمانية السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي. وخلال هذا الاجتماع، ثمن الجانب العماني عاليا الدور الذي يضطلع به صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، في حماية الوضع القانوني للقدس الشرقية، والحفاظ على طابعها العربي والإسلامي وموروثها الإنساني.
كما دعا الجانبان إلى تحقيق تسوية دائمة وعادلة للنزاع العربي الإسرائيلي، استنادا إلى مبادرة السلام العربية، ومقررات خارطة الطريق، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
كما عبرا عن استنكارهما لاستمرار الممارسات الإسرائيلية القمعية في حق أبناء الشعب الفلسطيني، وإدانتهما لمحاولات المساس بالمقدسات العربية والإسلامية في الأراضي المحتلة، موجهين الدعوة إلى المجتمع الدولي لضرورة تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والضغط على إسرائيل لضمان حماية الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية.
وبخصوص العلاقات الثنائية بين البلدين، استعرض الجانبان المسار المتنامي لهذه العلاقات، وجددا العزم على الارتقاء بمجالات التعاون وتنويعها وتوسيع مساحات العمل المشترك في مختلف المجالات، مؤكدين على أهمية عقد الدورة الخامسة لاجتماعات اللجنة المشتركة العمانية - þالمغربية في أقرب الآجال.
كما اتفق الطرفان على تقوية التعاون الاقتصادي بينهما وعلى استغلال الفرص الاستثمارية القائمة بالبلدين، والمبادرة إلى إقامة مشاريع مجدية اقتصاديا بهدف إعطاء العلاقات الثنائية أبعادا جديدة وواعدة.
وفي هذا الإطار، دعا الجانبان إلى خلق خط جوي مباشر بين مسقط والدار البيضاء من أجل تسهيل عملية التواصل وتبادل الزيارات.
كما أشاد الجانبان بالمستوى المتقدم للعلاقات التي تجمع þالمغرب بمجلس التعاون الخليجي، وعبرا عن تطلعهما نحو دعم الشراكة الإستراتيجية بين المملكة المغربية وبين المجلس.
وبخصوص الوضع على الساحة الإقليمية والدولية، وبعدما شددا على إدانتهما للعنف والإرهاب بكافة صورهما وأشكالهما، وأيا كانت المبررات والدوافع، أكد الطرفان على أهمية تضافر كافة الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة هذه الآفة، داعين في الوقت ذاته إلى تعزيز قنوات الحوار بين مختلف الحضارات والثقافات والأديان، وإعلاء شأن القيم الإنسانية التي تؤكد على المساواة والعدالة والتعايش والتسامح.
وفي ما يتعلق بالوضع في ليبيا، رحب الجانبان بالتوافقات المبدئية التي أسفرت عنها جولات الحوار بين الفرقاء الليبيين المنعقدة في الصخيرات تحت إشراف المبعوث الأممي، ونوها بجهود المملكة المغربية في هذا المسعى.
كما بحث الجانبان العديد من القضايا الإقليمية والدولية الأخرى ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الوضع في سوريا واليمن.
وقد اتفق الجانبان في ختام أعمال الدورة، على عقد الاجتماع الرابع للمشاورات السياسية بين البلدين في الرباط.