ضرب زلزال جديد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اليوم الخميس بعد اعتقال السلطات السويسرية لعضوين رفيعي المستوى في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم صباح اليوم الخميس في زيوريخ من دون ان تكشف عن هويتهما. وألقى القضاء السويسري القبض على عضوين في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، في زيوريخ، هما البارغوياني خوان انخل نابوت والهندوراسي الفريدو هاويت بانيغاس (كلاهما نائبا للرئيس)، بالإضافة إلى 10 مسؤولين آخرين جميعهم من منطقة كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي) وأمريكا الجنوبية، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر وصفته بال"موثوق".
وتساءل المصدر، حسب ذات الوكالة، عن خلفية هذا التوقيف في سويسرا بالذات. وقال "أتى كل من نابوت وبانيغاس من ميامي مقر اتحاد الكونكاكاف، لماذا لم يتم ايقافهما قبل التوجه إلى سويسرا؟"، مشيرا إلى أنهما كانا سيعودان إلى ميامي اليوم أيضا.
وأوضح "ربما القصد من ذلك إحداث ضجة للحيلولة دون إجراء الإصلاحات داخل الفيفا وإقامة الانتخابات الرئاسية".
وستتقدم لجنة الإصلاحات، التي شكلها الاتحاد الدولي للعبة، بمقترحاتها النهائية للجنة التنفيذية للمنظمة الدولية بعد أن اجتمعت، أمس الأربعاء، على أن تواصل اجتماعاتها اليوم برئاسة السويسري فرانسوا كارار، ثم تناقشها اللجنة وتعتمدها ثم تحيلها للتصويت في الجمعية العمومية المقررة أواخر فبراير المقبل، والتي ستتوج بانتخاب رئيس للفيفا خلفا للسويسري الموقوف، جوزيف بلاتر، في 26 من الشهر ذاته.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز أول من اوردت خبر اعتقال السلطات السويسرية حوالي 12 مسؤولا حاليا وسابقا في الاتحاد الدولي على موقعها الرسمي على شبكة الانترنت صباح اليوم.
وكشفت الصحيفة الاميركية ان السلطات السويسرية القت القبض صباح اليوم الخميس على نحو 12 مسؤولا سابقا وحاليا في فندق "بور او لاك" في زيوريخ حيث كان من المقرر ان يعقد المكتب التنفيذي للاتحاد اجتماعاته.
واكد الاتحاد الدولي لكرة القدم هذه المعلومات مشيرا الى انه يتعاون بشكل كامل مع تحقيقات تجريها السلطات الاميركية والسويسرية واصدر بيانا جاء فيه "الاتحاد الدولي على علم بالاجراءات التي اتخذتها وزارة العدل الاميركية، اليوم الخميس، وسنواصل تعاوننا الكامل مع التحقيقات الاميركية وبما يسمح به القانون السويسري, وكذلك مع التحقيقات التي يجريها مكتب النائب العام السويسري".
ولم يفصح عن هوية الاشخاص المعتقلين لكن نيويورك تايمز تؤكد بان رئيس الفيفا المستقيل جوزيف بلاتر ليس من بين هؤلاء مشيرة الى ان الاجراءات التي اتخذت طالت مسؤولين من "اميركا الجنوبية واميركا الوسطى".
وتستهدف السلطات مسؤولين حاليين وسابقين في كرة القدم وجهت اليهم تهم تتضمن غسل الاموال, والاحتيال.
وتأتي هذه التطورات بعد زلزال اول ضرب الفيفا في 27 مايو الماضي عندما قامت السلطات السويسرية وبطلب من القضاء الاميركي باعتقال سبعة مسؤولين في الفيفا عشية الانتخابات الرئاسية ايضا مطلقة الشرارة لعاصفة هزت اركان الفيفا على مدى الاشهر الاخيرة.
وحصلت الانتخابات في موعدها وتحديدا بعد يومين من موجة الاعتقالات الاولى وحسمها بلاتر في مصلحته على حساب الاردني الامير علي بن الحسين قبل ان يضطر الى الاستقالة من منصبه بعد 4 ايام فقط. وحددت اللجنة التنفيذية الجديدة للفيفا 26 فبراير المقبل موعدا للجمعية العمومية غير العادية لانتخاب رئيس جديد خلفا لبلاتر.
ثم دخل الاتحاد الدولي في الفوضى الشاملة بعد ان انهار الهيكل على أهم رموزه بايقاف رئيسه المستقيل السويسري جوزيف بلاتر والفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي والذي كان ينظر له كأبرز المرشحين لخلافته بعد اتهام الاخير يتلقيه مبلغا مقداره مليوني فرنك سويسري من الفيفا مقابل اعمال استشارية.
كما تشتبه وزارة العدل السويسرية بأن بلاتر وقع "عقدا (لمنح حقوق نقل مونديالي 2010 و2014) ليس في مصلحة الفيفا" مع الاتحاد الكاريبي للعبة عندما كان الترينيدادي جاك وارنر رئيسا له".
وقررت لجنة الاخلاق في فيفا ايقاف الكوري الجنوبي مونغ-جوون تشونغ ست سنوات, والفرنسي جيروم فالك الامين العام السابق للفيفا لمدة 90 يوما ايضا ليتواصل بالتالي مسلسل فضائح الفساد الذي يزلزل الفيفا منذ اواخر مايو الماضي بعد ان القت السلطات السويسرية بناء على طلب القضاء الاميركي القبض على عدد من المسؤولين واتهمت مسوؤلين آخرين من اعضاء حاليين وسابقين في الفيفا وشركاء في شركات للتسويق الرياضي بتهم الفساد وتبييض الاموال.