توجد العديد من العناصر التي تدفع إلى التفكير في كون الإرهابيين الذين ارتكبوا اعتداءات باريس تناولوا المخدرات قبل المرور إلى تنفيذ مخططهم. وتجري الآن تحليلات تتعلق بتناول الإرهابيين لسموم مخدرة. السؤال المطروح من قبل المحققين الفرنسيين ونظرائهم في أوروبا: كيف يمكن أن تقتل عشرات الأشخاص دون أن يرف لك جفن؟ وفي وقت يستمر التحقيق حول اعتداءات باريس يبقى هذا السؤال جديا من أجل تحديد دقيق للإرهابيين. فلقد تم تفتيش غرف الفندق، المسجلة باسم صلاح عبد السلام الذي ما زال في حالة فرار، بمنطقة فال دو مارن. وحسب مجلة لوبوان الفرنسية فإن المحققين عثروا على حقن مخبأة، وما زال التحقيق جار بشأنها.
ولا يستبعد، حسب الأسبوعية الفرنسية، أن تكون هذه الحقن تم استخدامها في إعداد الأحزمة الناسفة. لكن فرضية استعمالها في التخدير تبقى واردة جدا بالنظر إلى الوحشية التي ظهر بها الإرهابيون وهم يقتلون المواطنين، فالحقن منحتهم شجاعة أكثر.
وحسب ليكسبريس، التي استقت معلوماتها من مصدر قضائي، فإن تحليلات تجري على أجساد الانتحاريين، وخصوصا تحليلات تتعلق بتناول السموم. وما زالت نتيجة التحليلات مجهولة لحد الآن. ورغم أن الأجساد تمزقت نتيجة التفجيرات إلا أن ذلك لا يمنع من القيام بهذا النوع من الخبرة عليها. وهي عملية تقليدية، حسب تصريح أدلى به للمجلة الفرنسية جان ماري لابوري، طبيب شرعي بمعهد الطب القانوني لباريس. فأي عضو من أعضاء الجسد، كعضلة مثلا تحتفظ بعلامات تناول السموم، سواء تعلق الأمر بأمفيتامينات أو الكوكايين أو الحشيش، ويمكن تحديد ساعة استعمال المخدر.
في الواقع فإن العديد من المقاتلين في سوريا يتناولون الكبتاجون، الذي يسمى "مخدر الجهاديين". فهذا المنتوج يصلح لإعطاء حيوية فائقة لمستعمله. ويتم تناوله عبر الفم أو عبر الحقن، ويتم استعمال الكبتاجون أساسا كمثير ومنبه وحامي من الجوع، حسب ما قال الدكتور مارك فالور، الطبيب النفساني بباريس في حوار مع موقع "مفاتيح الشرق الاوسط". ويعتبر هذا المشروب السحري الأكثر استعمالا من قبل مجموعات داعش، التي تبنت أحداث باريس، او جبهة النصرة. وحتى الشاب الذي ارتكب مجزرة سوسة بتونس تناول هذا المخدر.
المخدرات ممنوعة من قبل دين الجهاديين. لكنهم يستعملونها من أجل أداء جيد في القتال ومحاربة الخوف أثناء المعركة. وبالإضافة إلى النشوة فإن هذا المنتوج يغالب النوم ويمنع الإحساس بالجوع. ويستمر مفعوله لمدة 48 ساعة. وأكد شهود التقوا عناصر تناولت الكبتاجون أن هؤلاء لا يشعرون بالألم نتيجة الضرب أو غيره. وأغلبيتهم يضحكون وهم يتلقون ضربات قوية، وفق ما نقلت رويترز عن ضابط سوري.