أكدت كاتبة الدولة الفرنسية للتنمية والفرنكوفونية، أنيك جيراردان، أمس الخميس بباريس، أن المغرب شريك أساسي لفرنسا في التحضير لمؤتمر الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 21) المقرر تنظيمه في شهر دجنبر المقبل بباريس. وقالت جيراردان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش الجلسة الافتتاحية لاجتماع ممثلي برلمانات الاتحاد من أجل المتوسط، المنعقد بالجمعية الوطنية الفرنسية، حول رهانات التغير المناخي بالمنطقة الأورو- متوسطية، "شركاؤنا المغاربة يقفون إلى جانبنا" في التحضير لهذا المؤتمر، مبرزة الانخراط القوي للمملكة في القضايا المرتبطة بالتغيرات المناخية.
وذكرت، في هذا الصدد، بمشاركتها في المنتدى الدولي حول المساهمات الوطنية للبلدان، في إطار الاتفاقية/الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، الذي نظم مؤخرا بالرباط.
كما ذكرت المسؤولة الفرنسية ب(نداء طنجة) من أجل عمل متضامن وقوي من أجل المناخ، الذي أطلق بمناسبة الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمغرب في شهر شتنبر المنصرم، مشيرة إلى أن هذا النداء يبرهن على تعبئة قائدي البلدين لفائدة هذه القضية.
وأكدت جيراردان على أهمية التنسيق بين البلدين، خاصة وأن مدينة مراكش ستحتضن متم سنة 2016 الدورة ال22 للمؤتمر الدولي حول المناخ.
وتم خلال هذا الاجتماع، الذي يندرج في إطار التحضير للدورة ال21 للمؤتمر الدولي للمناخ، والذي شارك فيه السيد راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، تبادل وجهات النظر بين ممثلي برلمانات الاتحاد من أجل المتوسط، وأعضاء من المجتمع المدني الأورو- متوسطي، بمبادرة من مؤسسة أنا ليند للحوار بين الثقافات بمنطقة المتوسط، التي ترأسها إليزابيث غيغو، وبتعاون مع الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط السيد فتح الله السجلماسي.
إلى ذلك أكد رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية، كلود بارتولون، امس الخميس بباريس، أن انعقاد الدورتين المقبلتين لمؤتمر الاممالمتحدة حول التغيرات المناخية بكل من فرنسا (دجنبر المقبل) والمغرب (متم 2016 )، يشكل فرصة لبلدان الحوض المتوسطي، إحدى المناطق الأكثر عرضة لتأثيرات التغيرات المناخية.
وقال بارتولون، خلال ندوة صحيفة عقب اجتماع لممثلي برلمانات الاتحاد من أجل المتوسط، نظم أمس بالجمعية الوطنية الفرنسية حول "رهانات التغير المناخي بالمنطقة الأورو متوسطية"،أنه يتعين الاستفادة بشكل جيد من الدورتين المقبلتين لهذين المؤتمرين العالميين، اللتين ستنظمان في بلدين متوسطيين.
وأكد بارتولون على الدور الذي يمكن أن تضطلع به الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، التي يتولى المغرب حاليا رئاستها الدورية، من أجل مواصلة الحوار، بغية التوصل الى اتفاق "متين ومستدام" خلال الدورة الحادية والعشرين للمؤتمر الدولي للمناخ التي تحتضها باريس.
من جهته، أشار رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، ورئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، إلى أن الدورة الحادية والعشرين للمؤتمر الدولي للمناخ ستشكل منعطفا في تاريخ البشرية، إذ ستتيح الانتقال الى الفعل في مجال التصدي للتغيرات المناخية.
وقال إن نداء طنجة من أجل عمل تضامني وقوي لفائدة المناخ، الذي أطلق بمناسبة الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي للمغرب في شتنبر الماضي، يعتبر رسالة قوية، وجهها قائدا البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئيس فرانسوا هولاند، الى المجتمع الدولي من اجل أن يتحمل الجميع مسؤولياته.
من جانبه، أكد الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط فتح الله السجلماسي، أن هذا اللقاء يؤكد على الاولوية التي يوليها الاتحاد لقضية التصدي للتغيرات المناخية، مضيفا انه حان الوقت للانتقال الى الفعل من أجل إيجاد حل لهذه الاشكالية.
بدورها، أبرزت رئيسة مؤسسة (آناليند)، اليزابيث غيغو، أهمية الحوار بين المجتمع المدني والبرلمانيين، من أجل تحقيق تقدم في مجال التصدي للتغيرات المناخية، داعية المجتمع المدني الى مواصلة التحرك بشأن هذه القضية.
يشار إلى أن مؤسسة (آنا ليند) عرضت، خلال هذا الاجتماع بشراكة مع الامانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط، مبادرتها "الحوار في مواجهة التحديات البيئية".
وتعتبر المؤسسة أنه يتعين رفع التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية، بشكل مستعجل، من أجل ضمان التنمية المستدامة، ومستقبل زاهر للمنطقة الأورو متوسطية.
وتجعل مبادرة المؤسسة، التي ييتم الدفاع عنها بمناسبة الدورة الحادية والعشرين للمؤتمر الدولي للمناخ بباريس، من الحوار بين الثقافات، مكونا استراتيجيا، ينبغي إدراجه، أثناء اتخاذ القرارات، وتنفيذ إجراءات التصدي للتغيرات المناخية، من أجل حل النزاعات والوقاية منها، وتقوية التماسك الاجتماعي وتدبير الموارد.