شكلت التدابير والإجراءات الوقائية الواجب اتخاذها لمواجهة خطر الفيضانات المحتملة بجهة الغرب، محور لقاء نظم اليوم الثلاثاء بمدينة القنيطرة. وتوج هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار مواصلة الجهود وتسخير الإمكانيات ووضع خطط فعالة من أجل تفادي مخاطر الفيضانات، بإصدار مقترح توصيات حول هذه التدابير، وتشمل، بالأساس، مواصلة تعبئة الموارد والإمكانيات وتوزيعها بالقرب من النقط السوداء، وحث شبكة الجمعيات والمتطوعين على القيام بعمليات تحسيسية حول مخاطر الفيضانات لفائدة السكان المتواجدين بالقرب من النقط السوداء ودعوتهم للانخراط في عمليات التدخل عند الاقتضاء
كما تضم مواصلة إنجاز أشغال حماية المناطق المهددة بالفيضانات عبر إنجاز أشغال المخطط المديري للحماية من الفيضانات بالغرب، وإنجاز الأشغال المتعلقة بتهيئة الأحواض المائية، والحرص على الإنذار المبكر من أجل اتخاذ التدابير الاستباقية لمواجهة أخطار الفيضانات، ومواصلة عملية تنقية قنوات الري.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرزت والي الجهة، عامل عمالة القنيطرة السيدة زينب العدوي، أن اتخاذ التدابير الاحترازية بشكل مبكر يساهم بشكل كبير في الحد من آثار الفيضانات بالمنطقة، موضحة أن الإجراءات الاستباقية التي تم اتخاذها خلال السنة الماضية ساهمت بشكل كبير في الحد من هذه الآفة.
وأشارت إلى التدابير والإجراءات التي يتعين اتخاذها في هذا الصدد والمرتبطة، أساسا، بجرد وتحيين النقط السوداء، وجرد وتحيين الآليات والأدوات الخاصة بمكافحة خطر الفيضانات، وتحديد مناطق الإيواء، وإلزامية الإشعار المبكر، ووضع برنامج للمداومة على مستوى كل الوحدات الإدارية، والحرص على القيام بأشغال صيانة جنبات الطرق وتنقية الأودية وقنوات الصرف، والتدخل العاجل لمنع تجمع المياه بالأحياء السكنية والشوارع والمحاور الطرقية المصنفة في خانة النقط السوداء، وتنظيم حملات تحسيسية لفائدة المتدخلين والسكان المجاورين للمناطق الحساسة.
ودعت السيدة العدوي مختلف الأجهزة والمصالح المعنية إلى التعبئة واليقظة ومضاعفة الجهود، وذلك عبر التحيين المتواصل لخطط العمل حسب المستجدات وحسب درجة خطورة الوضعية، والتحديد الدقيق وتدعيم عمليتي الاستشعار والتدخل المبكرين.
كما أكدت أن السلطة المحلية مدعوة بدورها إلى اعتماد خطة الإشعار المبكر والحرص على الاجتماع المنتظم للجن اليقظة، مع تحيين المعطيات والأماكن الأكثر عرضة لخطر الفيضانات من أجل وضع تدابير خاصة تراعى فيها خصوصيات كل منطقة على حدة.
وأهابت بجميع المتدخلين الانخراط الإيجابي والفعال في عمليات الإشعار المبكر لتفادي أي خسائر سواء في الأرواح أو الممتلكات وفق خطة العمل النهائية التي ستتم بلورتها بتشاور وتنسيق تام مع مختلف المصالح المعنية.
وتم خلال هذا الاجتماع تقديم عروض من طرف وكالة الحوض المائي لسبو حول الظروف والمسببات التي تؤدي إلى حدوث الفيضانات في جهة الغرب، والتدابير المتخذة للحد من الفيضانات بسوق الأربعاء الغرب، وكذا المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب بخصوص الإجراءات الاستباقية التي يتم اتخاذها من أجل الحد من خطورة الفيضانات عند حدوثها، والوكالة الجماعية المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل بالقنيطرة حول التدخلات الميدانية بالوسط الحضري، المتمثلة في تنقية شبكة التطهير السائل ومعالجة الانقطاعات الكهربائية، والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب حول التدخلات الميدانية بالوسط القروي.
تجدر الإشارة إلى أن طبيعة وخصائص سهل الغرب تجعله معرضا للفيضانات بالنظر لموقعه بسافلة الحوض، وعدم استيعابه للحمولات (أراضي منبسطة، محدودية القدرة الاستيعابية لواد سبو)، وطبيعة تربته الطينية، بالإضافة إلى وجود طبقات مانعة للتسرب، ووجود أودية غير منظمة (12 وادي من بينها تيفلت، الردوم، تيهلي، المضا)، إلى جانب شبكة الصرف الفلاحي (تمتد على مسافة 4500 كلم) والتي تبقى غير كافية بالرغم من المجهودات المبذولة من طرف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب بسبب تدفق المياه من أعالي حوض سبو، خاصة من منطقة سايس.