دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، أمس الخميس في نيويورك، المجتمع الدولي إلى تقديم مزيد من الدعم للجهود المبذولة للدفع قدما بمسلسل المصالحة لتسوية الأزمة الحالية في جمهورية إفريقيا الوسطى. وأكد السيد مزوار، في تدخل له خلال اجتماع رفيع المستوى بشأن جمهورية إفريقيا الوسطى عقد على هامش الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن المجتمع الدولي مدعو إلى مضاعفة جهوده لإحياء المسلسل الذي تمخض عن اتفاقيات برازافيل ومنتدى بانغي.
واعتبر، في هذا السياق، أنه ينبغي إيلاء أهمية خاصة لمسألة إصلاح قطاع الأمن ومسلسل نزع السلاح وإعادة الإدماج، وكذا لمحور المصالحة الوطنية.
كما أبرز الوزير أن تشكيلة جمهورية إفريقيا الوسطى للجنة تعزيز السلام التابعة للأمم المتحدة وجهت جهودها، منذ تولي المغرب رئاستها، نحو تحقيق الاستقرار وإرساء السلام في البلد، عبر انخراطها مع السلطات الانتقالية، والمكتب المندمج للأمم المتحدة من أجل تعزيز السلام بإفريقيا الوسطى (بينوكا)، وبعثة الأممالمتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، لتقديم دعم على المستويين السياسي والمالي.
في هذا الصدد، أشار السيد مزوار إلى أن المملكة ستواصل دعمها لجمهورية إفريقيا الوسطى على الصعيد الثنائي أو من خلال جهود تحقيق الاستقرار التي تقوم بها بعثة الأممالمتحدة (مينوسكا)، مذكرا بأنه تنفيذا للتوجيهات السامية لجلالة الملك، قام المغرب بنشر وحدة للحرس، والتي أضحت أول كتيبة من خارج البعثة الدولية لدعم إفريقيا الوسطى (ميسكا)، تدمج في بعثة الأممالمتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا).
وأضاف قائلا إنه "لحد الساعة، أظهرت عناصر القوات المسلحة الملكية شجاعة ونكران ذات في المهمة الموكلة إليها".
وفي إطار مسلسل عملية نزع السلاح وإعادة الإدماج وإصلاح نظام الأمن، أوضح مزوار أن المغرب يدعم جمهورية إفريقيا الوسطى عبر منحها الزي العسكري الكامل لكتيبتين (1300 جنديا)، كما يواصل تعزيز قدرات العسكريين من خلال ضمان تكوينهم في الأكاديميات العسكرية بالمملكة.
وأشار السيد مزوار، في هذا الصدد، إلى أن هذه المبادرات جرى تنفيذها بتعاون وثيق وبموافقة من لجنة العقوبات بشأن إفريقيا الوسطى.
وخلص إلى أن هذا الالتزام يأتي ليعزز العلاقات الوثيقة، التي تتميز بالتعاون المتعدد الأشكال الذي يقيمه المغرب مع جمهورية إفريقيا الوسطى، وخاصة من خلال المساهمة في إعادة التأهيل الحالية للمستشفى الجامعي ببانغي، والدعم على الصعيد القضائي وتقديم هبة بقيمة 500 ألف دولار لفائدة الصندوق الانتخابي لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي.