شعب بريس-متابعة استجابة لنداء حركة 20 فبراير والتنسيقية المحلية الداعمة لمطالبها، نزلت جماهير مدينة طنجة لساحة التغيير ببني مكادة جنوبالمدينة على الساعة السابعة مساء في مسيرات شعبية انطلقت من بعض أحياء المدينة لتجتمع مع من اجتمعوا في الساحة، لتتحول إلى مسيرة حاشدة في اتجاه شارع مولاي علي الشريف ثم قنطرة "بنديبان" لتزدادا حجما حيث قدر عدد المشاركين بحوالي 30 ألف شخص.
لتستمر المسيرة نحو ساحة مسجد طارق ابن زياد (مسجد السعودي) حيث كان مقررا الختم ، ولكن الحركة والتنسيقية المحلية ارتأتا استجابة للجماهير التي كانت تصرخ رافضة الدستور، أن تستمر المسيرة نحو ساحة الأمم بوسط المدينة، لتتحول إلى مسيرة مهيبة نزل إليها أبناء وبنات مدينة البوغاز، لتكون أول مسيرة في تاريخ المدينة تقطع هذه المسافة (حوالي 8 كيلومترات ) من جنوبالمدينة إلى شمالها. بعد ذلك اتجه المتظاهرون من ساحة مسجد طارق ابن زياد إلى شارع أنفا حاملين شموعا بعد نزول الظلام، تعبيرا عن رغبة الجماهير في التغيير بكل حضارة وسلمية.
ثم انتقلت الجماهير إلى ساحة 20 غشت، و شارع هارون الرشيد، ثم شارع انجلترا، وشارع محمد ابن عبد الله، وشارع المسيرة لتنتهي في ساحة الأمم، حيث وصل عدد المشاركين و المشاركات حسب تقديرات محلية إلى 200 ألف شخص.
وكانت الحشود أثناء المسيرة قد عبرت بكل عفوية وتلقائية عن رفضها للدستور، الذي وصفته بالممنوح واعتبرته من خلال شعارات شفوية و كتابية دستورا ممنوحا لا يستجيب لمطالب الشعب. فكان الشعار الشفوي "لا للا ستفتاء –لا لا " شعارا مركزيا، إلى جانب شعار مكتوب يحمل عبارة "سناقطع- الاستفتاء"، كما كانت صور الشهيد كمال العماري حاضرة بكل قوة.
وقد انضمت للمسيرة جماهير كل الأحياء والشوارع التي مرت بها، حتى النساء شاركن بزغاريدهن عبر نوافذ منازلهن ليعبرن بدورهن أنهن رافضات للدستور والاستفتاء. كما أن أصحاب المتاجر تركوا محلاتهم مفتوحة أمام المسيرة، مشاركين بأصواتهم في رفض الدستور ليعبروا في مشهد حي عن أن شباب 20 فبراير حريص على أملاك الشعب بل وحريته في اتخاذ قرار المشاركة .
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة من "بلاطجة" المخزن قد حاولوا في بداية المسيرة عرقلتها، لكن تصميم الجماهير على سلمية التظاهر فوت عليهم هذه الفرصة.
وقال شهود عيان من ساحة التغيير، إن مجموعة من "المقادمية" والشيوخ قد اصطحبوا معهم أشخاصا متورطين في قضايا المخدرات والجريمة بل ومن بينهم مبحوث عنهم من طرف القضاء، امتثالا لأوامر قائد المقاطعة، وذالك في محاولة لعرقلة انطلاق المسيرة قبل وقتها بساعة.
وقد اختتمت المسيرة بوقفة حاشدة، ضمت حوالي 200 ألف شخص بساحة الأمم، بكلمات تبين موقف الحركة والتنسيقية المحلية من مقاطعة الاستفتاء، وجددت تشبتها بهذا الموقف التاريخي، والدعاء لشهداء الحركة و شهداء الأمة في سبيل الحرية.